خلال أسبوعٍ واحد خاض المنتخب المصري، مباريتين احدهما مع بوركينا فاسو، التي حصد خلالها الفوز، ليتأهل لنهائي بطولة أمم أفريقيا المُقامة في الغابون، تلك المباراة التي عكست العلاقة المُتأصلة على مر التاريخ بين فلسطين ومصر، من خلال تشجيع فريق الأخيرة، وما تلا ذلك من فرحة عارمة في شوارع غزة على وجه التحديد.
مساء أمس الأحد، جددت فلسطين عطاءها وحُبها لمصر وشعبها، من خلال الاحتشاد منذ ساعات ما بعد العشاء، في معظم المقاهي والكافيات والساحات العامة، خاصة في قطاع غزة، حاملين الأعلام المصرية، لحضور المباراة النهائية بين مصر وفريق الكاميرون؛ وبدت الشوارع خاليةً من المارة.
تلك المباراة التي أحرز فيها المنتخب المصري الهدف الأول، تبعها أجواء احتفالية كبيرة من قبل الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال التهليل والتكبير، ورفع الأعلام المصرية والفلسطينية، تحت شعار " في حب مصر".
لم تدُم لحظات الفرح كثيرًا لدى الجماهير الفلسطينية، التي حزنت بشدة لتحول مُجريات المباراة لصالح فريق الكاميرون، الذي فازن بهدفين على نظيره المصري؛ لكن مشاعر الحب لمصر لم تغِب عن أجواء المباراة، حتى بعد نهايتها بالنتيجة السلبية.
فالجماهير وقفت مع مصر شعبًا وفريقًا، من خلال تقبيل العلم المصري ورفعه في المقاهي والساحات، مُعبرين عن حبهم ووقوفهم بجوارها؛ كما أن الطقس شديد البرودة لمن تلك الجماهير من الخروج ليلًا، والالتفاف حول شاشات عرض كبيرة لمتابعة مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الكاميروني.
علاقة تاريخية مُتأصلة
وقال مؤسس محبي وعشاق رابطة النادي الاهلي في قطاع غزة خليل عطا الله لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : إنّ "غزة بالأمس كانت أشبه بمحافظة مصرية، لكم الجماهير التي تابعت المباراة، ورفعت الأعلام المصرية، وهتفت باسمها".
ولفت عطا الله إلى أن هذا، سببه هو الترابط التاريخي المُتأصل بين البلدين، خاصة غزة، التي حكمت الجغرافية لها أن تكون بجوار الشقيقة مصر، ما زاد شعبنا حُبًا بالأخيرة، خاصة ما زيادة الترابط الثقافي والرياضي والاجتماعي والسياسي..
ونوه إلى أن غزة اليوم تشارك مصر في التشجيع كأقل واجب، لأننا شعب واحد، ونعتبر أنفسنا محافظة مصرية، ومهما تلاعب السياسة في مجريات الواقع، لا تُغير من نظرتنا نحو مصر والعكس، ونحن نثق في ذلك، ولا أدل على ذلك من تشجيع الجماهير لمصر حتى الرمق الأخير، وحزنها لخسارتها أمام الكاميرون.
وشدد عطا الله على أنهم على ثقة أن تلك الفعاليات والحركات الجماهيرية ستترك أثرًا كبيرًا، وستُثبت للعالم قبل مصر أننا شعبٌ واحد، ولسنا شعبين، وما بيننا وبينهم أكبر بكثيرة من تشجيع أو مواقف عابرة؛ ما يجعل من المستحيل خسارة أحد للأخر.
وأشار إلى أن تناول بعض وسائل الإعلام المصرية صورًا وفيديوهات للتشجيع الفلسطيني من غزة للمنتخب المصري، خلال مبارياته الأخيرة، لدليل على أن الرسالة وصلت التي أرادها الجمهور هنا.
وتمنى عطا الله ألا تترك بعض الأحداث والمواقف أثارًا سلبية، بيننا وبين مصر، وعلى الأخيرة أن تتركها هامشًا ولا تلتفت لها، وأن تبقى داعمة ومُساندة لشعبنا وقضاياه كما نحن داعمين لهم في رياضتهم، كأبسط عمل نقوم به.
