بالرغم من أن... القاعدة الذهبية في القانون ،وإن كانت برأيي ضربٌ من ضروب ِ الخيال ِ...! تلك القاعدة التي عنوانها :" المتهم بريء حتى تثبت إدانته "تلك القاعدة التي سواء انطلقت في الفكر القانوني الحديث كمبدأ دستوري ،وذلك كما يُزعم لنا أو إنها كانت قديمة وعامة في القانون الوضعي والديني وأنها من أهم مباديء العدالة الجنائية وكذلك من أهم مباديء حقوق الإنسان لو تأملنا تلك القاعدة لأيقنا أنها مستمدة من قلب دستور ديننا الإسلامي الحنيف منذ أكثر من 1400سنة ...! فكثيرة هي الآيات التي تدور حولها تلك القاعدة الذهبية كما يطلق عليها البعض ،وقد حث ديننا الإسلامي على اجتناب سوء الظن لما فيه من عواقب وخيمة لأنه إثمٌ كبيرٌ يفتت أواصر المجتمعات ،فيتفشى الظلم فالتأكد من الشيء أو من حقيقته قبل الحكم عليه هو المطلوب إثباتا كما بلغة البراهين في النظريات الهندسية فلنتأمل قول الحق سبحانه وتعالى على سبيل ِ المثال وليس الحصر :"وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " سورة يونس الآية : 36.
وكذلك قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "الحجرات الآية :6
وقوله تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " الحجرات الآية : 12 - لكن ليست القضية في تلك القاعدة الذهبية سواء من ناحية النشأة الأولى أو الأخيرة ،أو في نظريتها ... ولكن في مدى التطبيق ففي بلاد العرب أوطاني اختلفت تلك الموازين كثيرا فتحولت تلك القاعدة بكل جبروت وطغيان وذلك هو رأيي الشخصي الغير ملزم ...تحولت إلى قاعدة جديدة أعرّفها بالقاعدة الظلمية أو الضبابية ،والتي عنوانها :"البريء متهم ،حتى وإن ثبتت براءته" ...!!
بقلم /حامد أبوعمرة