تعتقد دولة الاحتلال الإسرائيلي انهم غير كل البشر ويدعون لأنفسهم بأوصاف تتفوق على كل الاجناس البشرية أخلاقيا وعلميا وهذا ما نسمعه من حاخاماتهم وقادتهم ومفكريهم.
وامام تلك العنصرية الاستعلائية البغيضة , يتجاهلها العالم وخاصة حليفتها الأولى أمريكيا واعلامها الذى يسيطر عليه اللوبي الصهيوني رغم ترجمتها العلمية على الأرض بارتكاب مجازر دموية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي , بل ان الاستعلائية الصهيونية تتجاوز حدود دولتهم المزعومة التي انشئوها على الأراضي الفلسطينية , سلبوها من شعبنا الفلسطيني , بعد ان قاموا بارتكاب المجازر ضد الأبرياء من سكان المدن والقرى الفلسطينية بالعام 1948 م ومابعد العام 48 استمرت مجازرهم حتى يومنا هذا والعالم لم يحرك ساكنا .
وبفضل هيمنتهم القوية على الاعلام والحكومات حول العالم يعملون كل مافى وسعهم للسيطرة على الناس الذين يعيشون معهم.
منذ أسبوع ودولة الاحتلال تلوح بالتصعيد.. تقصف وتضرب لمختلف مناطق بقطاع غزه للتغطية على ما اقترفته شرعيتهم المزعومة بالمصداقة على ما يسمى ب " قانون " لسرقة كل الأراضي الفلسطينية على قاعدة التسوية المزعومة من طرف واحد.
ورغم ذلك العالم صامت تماما كصمت القبور باستثناء بعض التصريحات الخجولة من بعض المسئولين هنا وهناك..
وما يثير السخرية، الإرهابي مناحيم بيجن رئيس دولة الكيان الصهيوني السابق.. الذي أذاق الفلسطينيين ألوان المهانة والعذاب كوفئ بجائزة نوبل للسلام وهو الذي يتحدث ببجاحة في كتابه "الثورة" عن المجزرة التي تمت على يديه لأكثر من 200 فلسطيني ما بين طفل وامرأة ورجل في دير ياسين، والغريب هنا أن العالم الذي يطارد النازيين ويحاكمهم يعطي جائزة نوبل للسلام ليهودي يداه ملطختان بدماء الأبرياء، وهذا الأمر في حد ذاته يجب أن ينبهنا إلى من هو المسيطر في عالم اليوم.
الاستعلائية اليهودية وهو التحكم في الشعوب الأخرى فإثباته ليس بالصعب فاليهود يحاولون باستمرار السيطرة على شيئين هامين في العالم هما الإعلام والحكومات ليس في أمريكا وحدها بل في معظم البلدان الرئيسية مثل كندا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والبرازيل وغيرها من البلدان، ومن الواضح أن هذه السيطرة لم تأت بمحض الصدفة بل بتخطيط مسبق، والتحكم في الشعوب الأخرى بدأ من إسرائيل ووجودها، فمن المعروف أن دولة إسرائيل قامت أصلاً على حساب الفلسطينيين بالتخلص منهم بإبادات جماعية ثم بتشتيت الباقي منهم.
وعندما أطلق بلفور وعده المشهود عام 1917م لم يكن عدد اليهود في فلسطين يتجاوز 10% من عدد سكان الدولة التي تعرف الآن بدولة إسرائيل، وبعدما تم إبعاد أغلب سكان فلسطين الأصليين بطرق إرهابية عامي 1947م 1948م أنشأ اليهود الاستعلائيون ما يعرف الآن بدولة إسرائيل التي يحاول الصهاينة إلى الآن المحافظة على العرق اليهودي النقي الذي يقولون عنه إنه أفضل الأعراق فيها.
وللمحافظة على ذلك يتحكم اليهود في التركيبة السكانية ويجعلون العامل الجيني هو الأساس للهجرة لإسرائيل وتكاد الهجرة لإسرائيل أن تكون مقصورة لأولئك الذين ينحدرون من سلالات يهودية نقية.
فاليهودي الملحد الذي يعيش في نيويورك ولم يسبق له أن رأى إسرائيل بعينه أو وطأها بقدمه يشجع مالياً للهجرة إلى إسرائيل بينما يمنع مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن عاشت عائلاتهم في فلسطين للألاف السنين من العودة إلى بلدهم الأصلي، والاعتقاد بأن دولة إسرائيل هي عبارة عن خليط من الأجناس بعيد عن الصحة فهي وللأسف دولة يهودية بحته تعني فقط بالمصالح اليهودية. دولة بداخلها سكان فلسطينيون مطوقون يمثلون الآن أقلية سكانية، ولن يجد المرء صعوبة في التحقق بأن إسرائيل أكثر الشعوب بعداً عن فكرة الاندماج مع الشعوب الأخرى، فهناك مدارس للعرب وأخرى لليهود، وشقق لليهود منفصلة تماماً في بنايات مستقلة عن الشقق المخصصة للعرب، وهناك فصل في الأحياء اليهودية من الأحياء العربية، وأخيراً مستوطنات يهودية منفصلة عن غيرها من الأحياء العربية.
وإضافة لذلك هناك القوانين الحكومية الإسرائيلية التي تهدف إلى تقليص الدور العربي داخل المؤسسات الإسرائيلية، وهم لا دور يذكر لهم على الرغم من أنهم يمثلون نسبة 22% من مجموع السكان.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن النظرة الاستعلائية للعرق اليهودي متمثلة في الدولة الإسرائيلية لا تكاد تلقى اهتماما يذكر من الإعلام العالمي مقابل الصورة الإيجابية التي تحاول أجهزة الإعلام إظهار الدولة الإسرائيلية بها.
ولو قارنا هذه النظرة الإعلامية الإيجابية بتلك التي أبرزها الإعلام لحكومة جنوب أفريقيا العنصرية وهي صورة متناقضة يتجلى فيها النفاق بعينه فالإعلام الأمريكي الذي هو إعلام يهودي في الأصل أظهر الوجه القبيح لدولة جنوب أفريقيا العنصرية، بينما لا يكاد يذكر شيئاً على الإطلاق عن دولة إسرائيل العنصرية.
هذه الازدواجية في التعامل هي ديدن اليهود في تعاملهم مع الشعوب الأخرى بما في ذلك المسيحيين، فاليهود يدعون إلى أخلاقيتين متناقضتين الأولى وهي الأفضل عندما يتعلق الأمر بتعاملات فيما بينهم، والثانية وهي نقيض للأولى عندما يتعاملون هم مع الغير.
وأبلغ مثال على هذه الازدواجية هي كتابات المحرر روزنثال الذي يكتب في جريدة النيويورك تايمز" فروزنثال يتسم بالانفتاحية ويؤيد التعددية الثقافية عندما يكون الحديث عن أمريكا، وفي المقابل يتعامل باستعلائية وضيق أفق عندما يتعلق الحديث بإسرائيل.
هذه الازدواجية في الإعلام الغربي تثير أسئلة لا زلنا نبحث عن إجابات لها، فمثلاً: لماذا يغض العالم طرفه عن الاضطهاد اليهودي للفلسطينيين؟ ألا يدعو هذا للشك بأن هذا الانحياز الإعلامي لليهود يأتي نتيجة لرحجان قوة اليهود وسيطرتهم.
ثم هناك سؤال آخر لا يقل أهمية عن الأول وهو: لماذا لا يشير الإعلام إلى أن زئيفي هو نفسه كان يهودياً متعصباً كان يدعو إلى طرد الفلسطينيين بالقوة وإخراجهم من الأراضي المحتلة؟
سؤال آخر لا نجد له إجابة شافية غير أن هناك ازدواجية في الخطاب الإعلامي الغربي يميل دائماً للصالح الإسرائيلي. قد يقول قائل إن وجود قادة إسرائيليين، متعصبين يحكمون إسرائيل لا يعني أن اليهود الذين هم خارج إسرائيل يحملون نفس المبادئ الاستعلائية المتعصبة، نعم ليس بالضرورة، ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المنظمات اليهودية في كل أنحاء العالم تساند دولة إسرائيل العنصرية هذا أولاً، وثانياً هناك أدلة كافية على أن النظرة الاستعلائية اليهودية تتجاوز حدود الدولة الإسرائيلية بكثير، فاليهود الأقوياء في الإعلام وفي الحكومات في أنحاء العالم يعملون كل ما في وسعهم للسيطرة على الناس الذين يعيشون معهم.
بقلم / سليم على شراب.