اين المصداقية..

بقلم: عباس الجمعة

كثر كلام عن انهاء الانقسام بعد اللقاءات التي تتم بين جميع الفصائل والقوى الفلسطينية ، ووسائل الاعلام تنقل البيانات ،ولكن للأسف تعود الامور الى مربعها الاول ، وهذا الأمر ينعكس بصورة كارثية على الشعب الفلسطيني .

ومن موقعي وانا اتابع الاخبار والبيانات الصحفية استهجن هذا الضجيج ، لانني اعلم ان هناك شيئ يحصل هو التدخلات الخارجية وفرض الاجندات اضافة الى التعارض بين مشروعين سياسيين ، وكل اللقاءات التي تجري، ستبقى مجرد لقاءات وبيانات ختامية ، صحيح ان امل الشعب الفلسطيني الذي يقدم التضحيات هو الوحدة ،إلا أن البعض يخيب اماله .

لقد أصبح واضحاً ان جزء واسع من الشعب الفلسطيني يتطلع الى الفصائل والقوى الفلسطينية ان تبادر من اجل كشف من يعرقل تطبيق اتفاقات المصالحة ، وهو على استعداد للنزول الى الشارع من اجل رفع شعار انهاء الانقسام الكارثي والمطالبة باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ، رغم ان هذا بحاجة الى جهود حقيقية وجدية من الجميع ، لأن إصدار البيانات، وكذلك الكلام، عن الجهود الهادفة لانهاء الانقسام لم تثمر ، وخاصة ان الجميع يعلم معاناة الشعب الفلسطيني ووهو يتطلع الى مساعدته على الصمود في وجه الاحتلال ومشاريعه الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية والتي كان اخرها قانون التسوية ، فهذا الشعب العظيم المتوحد في مواجهة الاحتلال يقدم شبابه وشاباته دفاعا عن الارض والانسان ومن اجل الحرية والاستقلال والعودة .

لم يعد مقبولا أبداً التعامل مع الشعب الفلسطيني بلا مبالاة ، والا الجميع سيفقد مصداقيته تماماً، ولم يعد المواطن الفلسطيني التي تسلب ارضه ينظر إلى ما يصدر من تصريحات ومواقف وعن المجتمع الدولي إلا بسخرية.

إن الشعب الفلسطيني يستحق أن تكون لديه حكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد يعمل بكل طاقاتهما من أجل السهر على مصالحه والتخفيف من معاناته وآلامه، وهنا السؤال لماذا تعرقل حكومة غزة دور حكومة الوفاق الوطني ، ولماذا يتم عرقلة نتالئج الاجتماعات التي تمت في بيروت وموسكو فالكل الوطني يريد تطبيق الأقوال بالأفعال، فالكل اكد على تشكيل حكومة وحدة وطنية تخدم متطلبات الشعب الفلسطيني وتعبر عنه في هذه المواجهة مع الاحتلال ،وتشرف على اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وهنا السؤال لماذا تم عرقلة ذلك .

لذلك ارى انه اصبح من الضروري امام هذه الاوضاع ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني حتى يخرج بنتائج على مستوى المهمات الملقاة على عاتقه ورسم استراتيجية وطنية وكفاحية وانتخاب لجنة تنفيذية وتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية شراكة وطنية ، وأن يكون عقد دورة المجلس قادرة على استعادة دور الشعب الفلسطيني، الذي هو عماد القضية وعماد الصمود والانتصار.

في هذه اﻷجواء التي نراها اليوم على المستوى الاقليمي والدولي، التي ﻻ يتوقع منها خيرا للقضية الفلسطينية، إن لم يكن لصالح بناء تحالفات وتكتلات من نوع جديد، في المنطقة، فمن

هنا لا بد للجميع ان يتجه نحو دعم الانتفاضة وخيار المقاومة ضد اﻻحتلال ، لانه لم يعد هناك من امكانية للرهان على مبادرات ، فالشعب الفلسطيني الصامد، الذي يتحدى اﻻحتلال بشبابه الذين يبتكرون كل يوم شكلا جديداً لمقارعته، والذي يعتبر نفسه وقضيته العادلة جزءا أصيلا من المعركة المحتدمة على امتداد المنطقة، يملؤه التفاؤل بأن تفتح نتائج هذه المعركة آفاقا واعدة.

ختاما : الشعب الفلسطيني الذي يقاوم المحتل وقطعان مستوطنيه ، امام العالم، يمتلك الخيارات والمقومات التي تؤهله لصد المشاريع التي تستهدف حقوقه الوطنية المشروعة، مما يتطلب من كافة الفصائل والقوى والشخصيات ان ترتقي جميعها الى مستوى المسؤولية الوطنية ومواجهة هذا الوضع الصعب، من خلال القيام بدورها من اجل وحدة الشعب الفلسطيني ، ومطالبة الدول العربية وشعوبها أن تعيد ملف القضية الفلسطينية الى واجهة الاهتمام، واتخاذ موقف موحد للرد على عنجهيات الادارة الامريكية وحليفها كيان الاحتلال الذي يضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية .

بقلم/ عباس الجمعة