على أنقاض الثورات العربية تتصارع التيارات الإسلامية مستغلة الثورات التي حدثت في الوطن العربي فمنها من فشلت ومنها ما حققت بعض المطالب البسيطة التي تمس الحياة الإجتماعية وتحسين مستوى المعيشة فيها فكانت للتيارات الإسلامية أثرها في هذه المعركة الجماهيرية وكانت حاضرة على المشهد السياسي طمعا منها أن تتولى الحكم . كان لجماعة الإخوان نصيب الأسد في الفشل للوصول الى الحكم وخاصة في مصر لأن طبيعة المجتمع المصري لا تقبل أفكار الإخوان رغم أن لهم شعبية لا بأس بها . أما التيار السلفي إستغل سقوط الإخوان أفضل إستغلال وقام بتسويق نفسه بديلا عنهم وكان التسويق ناجحا نسبيا لما يطمح إليه التيار السلفي فأصبحت المعركة الحقيقية بين الإخوان والسلفيين بدلا من الإخوان والأنظمة العربية وهذا ما جعل الوطن العربي في حالة غليان مستمرة لأن التيارات الإسلامية في حقيقة الأمر في صرع دائم مع بعضها البعض قبل أن تكون مع الأنظمة العربية .
ما نراه الآن على المشهد السياسي العربي هو صعود التيار السلفي في وقت هبوط التيار الإخواني وهذا ما صنعته الظروف في ظل الصراع الدائم على الساحة العربية ككل .
هناك تيارات إسلامية كثيرة جدا في الوطن العربي ولكننها لا تبدو لامعة في سماء السياسة لان هناك تيارين أساسيين على قمة الصراع وهما جماعة الإخوان والتيار السلفي الجهادي والدعوي وكل منهما له ما يعرف بالجناح السياسي . لماذا التيارات السلفية ظهرت بشكل ألمع من جماعة الإخوان ؟ لأن جماعة الإخوان كان ظهورهم في ساحة السياسة كان واضحا وصريحا ومكشوفا للجميع وهو محاولة وصولهم لسدة الحكم بأي ثمن . أما التيار السلفي فكانت فكرته مختلفة بعض الشيئ فكان الهدف الأول من ظهورة فجأة هو تثبيت نفسه كداعية إسلامي ومصلح إجتماعي طامعا في كسب شعبية خلفه تجهيز نفسه إلى الخوض في أي معركة سياسية مستقبليا وخلف هذا الهدف البسيط إستطاعت التيارات السلفية أن تحمي نفسها من نار الانظمة الحاكمة فكان لهم الظهور السلمي أكثر من الظهور العدواني بهدف حماية الدعوة السلفية من إضطهاد الأنظمة على حسب تعبيرهم .
فلا يزال الصراع قائما بين الإخوان والسلفيين رغم أن الكثير من الناس يظنون أن الصراع ينحصر بين الإخوان والأنظمة فحسب . الصراع الحقيقي هو بين جماعة الأخوان والتيار السلفي ومن يتحكم في موازين القوة هي الأنظمة العربية الحاكمة على أرض الواقع .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح