سمير شركس ابن مدرسة وطنية وقومية

بقلم: عباس الجمعة

يغاردنا الشهيد المناضل القومي العروبي سمير شركس رئيس التنظيم القومي الناصري ابن مدينة الفيحاء طرابلس المناضل في صفوف حركة القوميين العرب والذي عاش وناضل على الفكر الناصري مؤمنا بمواقف الرئيس الخالد جمال عبد الناصر ، أمضى حياته وهو يدافع عن المقاومة في لبنان والمنطقة وعن حقوق الشعب الفلسطيني، متمسكاً بثوابت الامة العربية .

الراحل كان مناضل تعرفه الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والعربية وتعرفه كل فصائل الثورة الفلسطينية لم يكن ليكون في يوم من الايام من المتهافتين على الاضواء الإعلامية و المسؤوليات السياسية ، و لا منظرا او فيلسوفا رغم عمق نظرته و قراءته للواقع.

الذين يعرفون الشهيد و عايشوه يدركون معدن الرجل و حجم الرسالة التي كان يقبض على جمرها الملتهب و يدركون أن موقعه الذي كان يشغله في قلب المشهد السياسي لم يكن خيارا منه بل كان قدرا خطه له الواقع التي تعيشه الامة العربية .

سمير شركس صاحب مشروع وطني يضرب بجذوره بعيدا في وطن العروبة يقبل التعاطي مع الموجود لكنه يرفض التخلي عن ثوابته ، يعادي العدو و يصادق الصديق في مشروعه و في أخلاقه ،هو واحد من ابناء الشعب اللبناني مؤمنا بالفكر القومي .

كم نفتقد إلى مناضلين حملوا هموم الامة وقضية فلسطين لعقود طويلة، وكم كان سمير شركس بثقافته وانتمائه القومي منفتحا يواكب التطور وميزات العصر متجاوزاً كل أشكال الجمود والتحجر، يقف للدفاع عن المقاومة الوطنية، لأنه كان يؤكد في النضال وفي الأخلاق ان المقاومة هي الاساس، وبالطبع لا يخفى على أحد دوره في الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة ، فهذا السلوك النضالي أساس من أسس العمل المقاوم.

بالرغم من قسوة الاوضاع والواقع المرير، فكان صلباً مخلصاً، لم يساوم على مبدأ، ساهم بكافة النشاطات الوطنية والقومية والداعمة لقضية الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال في بيروت ، ونسج علاقات قائمة على الاحترام، فحظي باحترام الجميع، بمواقفه الوطنية والقومية .

نعم سمير شركس الذي عرفته في الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة منذ تاسيسها وفي المؤتمرات العربية كان هو القاسم المشترك، و بتجربته الغنية وشجاعته كان له دوراٌ مميزاٌ في كل المواقف.فهو كان يدرك أن المشروع القومي يتجسد أولاً في إظهار الحق، وعدالة قضية فلسطين ، وخيار المقاومة، وأن الحق لا يتجزأ، بل مطلوب إظهاره وإشهاره، والعمل على استحقاقه، فكان يدعو دائما الى وحدة الصف الفلسطيني، في مواجهة المشروع الصهيوني.

لقد كان الراحل، بالفعل ابن مدرسة وطنية وقومية ترك بصمة كفاحه، ومواقفه، ومثابرته، وشجاعته وتحول إلى أيقونة قومية إلى جانب الأيقونات الوطنية والقومية العربية التي تملأ الذاكرة ، وتجدد عناصر الهوية باستمرار.

ختاما : يغادرنا المناضل سمير شركس لنقول انه ترك بصمات بالصدق وبالتضحية والإخلاص في خدمة قضية الأمة، لانه كان يتحلى بكل هذه الصفات العظيمة التي هي صفات الشجاعة والمروءة وقد شكلت أخلاقه الكريمة قدوة وأمثولة في الثبات والمقاومة والتحدي من أجل تحرير الأرض والإنسان.

بقلم/ عباس الجمعة