صعود التيار العسكري في حماس: الأسباب والتداعيات

بقلم: فهمي شراب

ذكرت صحيفة هارتس بالامس على لسان باراك رافيد " أن اختيار السنوار زعيما لحماس بغزة يمثل زلزالا لجميع الأطراف، والسنوار رجل الايدولوجيا لا يعرف الحلول الوسط مع "إسرائيل" ويؤمن باستمرار الصراع على نار هادئة حتى ينهك "إسرائيل".

ويعزى صعود التيار العسكري واختيار القائد يحيى السنوار- رجل عسكري أمني بامتياز- لفشل السياسيين في حماس، وذلك في عدة مراحل وفي عدة ملفات مثل:

1- الفشل في المفاوضات أثناء الحرب 2014

2- عدم تحقيق نتائج سياسية بعيد الحروب.

3- الموقف المتردد او المهادن تجاه حكومة الوفاق..

4- أزمة موظفي غزة.

5- أزمة التحالفات الإقليمية والتوجهات الدولية..

6- تصريحات متخبطة ومتناقضة والتراجع عنها.

7- وضوح فشل الرهان على الرئيس الفلسطيني

8- إدراك القيادات الأمنية والعسكرية لحاجتهم لتطوير العلاقات مع إيران لتعزيز المقدرات العسكرية الحربية احترازا لحروب مفاجئة

 رغم سياسة  ضبط النفس لأبعد حدود التي تنتهجها حماس نظرا لإدراكها بكارثية الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في غزة بسبب استمرار الحصار.

كل هذه أسباب ساهمت في توجه القاعدة الانتخابية لتتجه صوب من تثق بقدرتهم مضافا إليه الأخذ بعين الاعتبار للتضحيات التي قدمها القطاع العسكري والأمني

وان القيادة السياسية رغم إبدائها مرونة - براجماتية أثارت حفيظة التيار الأمني والعسكري- إلا أن هذه السياسة لم تجد نفعا أمام القيادة الفلسطينية السياسية المتمثلة في الرئيس محمود عباس، كما لم تستقر سفينة حركة حماس على أي مرفأ إقليمي. فقد أمضت وقت بين السعودية وإيران ولم تصل إلى تحالف بمعنى الكلمة ولم تستفد من المواقف السياسية الداعمة للسعودية أثناء حرب الأخيرة في اليمن. فالنتيجة اقل من ما بذل من طرف حماس.

وبرغم كل ذلك إلا أن التغيير الذي طال أكثر من 60% من الوجوه القديمة في انتخابات حماس الأخيرة هو علامة صحية، ومظهر من مظاهر الشورى التي تنتهجها حماس كمبدأ برغم ما شابهها من تجاوزات هامشية لا تؤثر على المسار ككل.

ومن المتوقع أن تكون سياسة حماس أكثر جرأة في العديد من المواقف السابقة والتي كانت تبدي فيها تردد كبير، فترف الانتظار وإعطاء فرص ووقت للخصم ستصبح في أضيق الحدود. ولدى حماس نقاط قوة تزداد مع الوقت ومنها على سبيل المثال لا الحصر الانفراجة مع مصر وتطوير العلاقات من خلال الوفود الأمنية والعسكرية كمدخل مناسب في هذا الوقت الذي يشهد تنسيق مشترك لمحاربة المتشددين.

وبخصوص مسألة السلم والحرب، فان العسكريين والأمنيين دأبوا نتيجة تجاربهم السابقة على انتهاج سياسة ضبط النفس ولا تحكمهم سياسة الاندفاع وردات الفعل، بل يقدرون ما يسمى ضرورة وجود "حاضنة شعبية"، وبيئة مجتمعية مناسبة داعمة، الأمر الذي لا يشجع على الدخول في حرب. وخاصة أنه و حسب قناعة القيادة هذه، فان الحرب القادمة يجب أن تكون حرب شاملة وآخر حرب، تشهد "نهاية إسرائيل". وتتميز هذه القيادة وهي طبيعة وسمة وسمت في العسكريين في سرعة البت في الأزمات و اتخاذ قرارات مصيرية، ومرجح أن تهتم بتطوير علاقاتها بالبيئة الإقليمية المحيطة بدون تردد.

بقلم/ فهمي شراب