حين يتحدث الرئيس الأمريكي ترامب على الفلسطينيين التخلص من كراهيتهم المتولدة لديهم منذ نعومة أظافرهم
ولابد أن يعترفوا بإسرائيل ، ويقول نحن نسعى إلى صفقه اكبر مع دول الجوار وعلى الإسرائيليين أن يبدو بعض المرونة ، وأشار بمعرض مؤتمره الصحفي مع نتنياهو ،لابد من الاعتراف بدولة عظيمة مهمة واعتقد أنهم سيعترفون بذلك بمشاركة أطراف إقليمية
وأشار نتنياهو في مؤتمره الصحفي مبتعدا عن جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي متطرقا للملف النووي الإيراني حين قال أنا والرئيس ترامب نتابع الانتهاكات النووية للاتفاق النووي ، وقال
أتطلع إلى التعاون الوثيق مع ترامب لمواجهة الخطر الإيراني
وبسؤال وجه إلى نتنياهو : هل تعتقد بضرورة وقف الاستيطان أجاب : قضية الاستيطان ليست جوهر النزاع ويمكن حلها من خلال المفاوضات
وحديث ترامب فيما يتعلق بالمستوطنات طالب إسرائيل أن تكبح جماحها قليلا حتى يتم التوصل إلى صفقه ما مع ما وصفه صديقه نتنياهو وأشار عن حل الدولتين وضم أجزاء من الضفة الغربية نحن ندرس حل الدولتين وحل ألدوله الواحدة ونقبل بحل يرضاه الطرفين ونحن ننظر بأمر نقل السفارة ونتوخى الحذر
وتكمن عنصرية إسرائيل التي تجاهلها ترامب قوله على الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية، ويتوقفوا عن تعليم أطفالهم القضاء على إسرائيل، مازالو يدعون لتدمير إسرائيل بمدارسهم وينكرون ارتباطنا التاريخي بهذه الأرض ، هذه أرضنا لسنا أجانب في ارض يهودا، يسمون ساحاتهم باسم قتله قتلوا الأمريكان
* يجب الاعتراف بيهودية الدولة والتواجد الأمني غرب نهر الأردن، ويجب أن يكون بمشاركة شركائنا العرب .
هذه هي العنصرية ومبعث الكراهية اليهودية للفلسطينيين والعرب المسلمين حيث تقوم السياسة الإسرائيلية على أسس واضحة مستمدة من الفكر التوسعي الصهيوني العنصري، فهي ترمي إلى تفريغ فلسطين من أبنائها العرب لتقوم بزرع المستعمرات وحشد ما أمكن لها حشده من يهود العالم الذين ينادون وراءها في الأراضي العربية. أما الجانب العنصري فهو منطلق وممهد للسياسة الإسرائيلية التوسعية، فالصهيونيون يعتبرون أنفسهم شعباً مختاراً مميزاً عن بقية الأقوام، والأمم التي تليهم في كل شيء ينبغي أن تسخر وتستغل لخدمتهم (رَ: التوسعية الصهيونية).
وانطلاقاً مما تقدم يمكن تفسير السياسة اللاإنسانية التي اتبعتها (إسرائيل) بحق العرب، والتي تجعلهم محرومين من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتمتع بها اليهود في الأرض المقدسة.
يخطي الرئيس الأمريكي ترامب من خلال تصريحاته المتعلقة في موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و يؤكد ضعفه وجهله بجوهر وحقيقة الصراع وهو يقاد من اللوبي الصهيوني ويظهر التأثير لحكومة نتنياهو على توجهات وفكر الرئيس الأمريكي ترامب ويستلهمه من تعليمات الكنيسة الانجليكانيه العنصرية التي تؤيد عنصرية إسرائيل وتقف إلى جانب دعم إسرائيل
وهنا يظهر جليا تصريحات ترامب حول دعوته لتخلي الفلسطينيين عن ثقافة الكراهية تجاه الاسراءيليين وهذا خطأ وقع فيه ترامب لان الفلسطينيين أصحاب حقوق وهم لا يكنون الكراهية لأحد ، هم يطالبون بحريتهم وتحررهم من الاحتلال وتحرير أرضهم من الاستيطان والاحتلال وقبلوا برؤيا الدولتين استنادا لقرارات ومرجعية الأمم المتحدة
الفلسطينيون هم أصحاب حق تاريخي متأصل في فلسطين وان تصريحات نتنياهو تغالط منطق التاريخ والجغرافية وان الذي يحمل ثقافة الكراهية والعنصرية والتعصب هو من يتنكر لحقوق الآخرين ويمارس سياسة القتل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وتفريغ الأرض لصالح الاستيطان والتهويد ومصادرة الحريات والاعتقال ويصادر حقوق الفلسطينيين فالاحتلال هو الإرهاب وهو انعكاس لسياسة الكراهية والبغض التي يكنها اليهود لغيرهم من الجنسيات والأديان الأخرى
وان اشتراط الاعتراف بيهودية ألدوله كشرط للحل دليل ثقافة التسامي للجنس اليهودي ودليل فكر يؤكد العنصرية والكره للآخرين ،
تراجع إدارة ترامب عن حل الدولتين دليل إفلاس للسياسة الامريكيه وإغراقها بصراعات وزرع للكراهية هي تدفع إليها انسياقا مع سياسة الكره والتعصب الديني الإسرائيلي لزرع كيان يهودي عنصري
تخطئ إدارة ترامب في توجهات حلولها وحصر جوهر الصراع السياسي واختزاله بالدعوة لتشكيل مجموعه خاصة على تطوير الاقتصاد الفلسطيني في ظل ما أسموه تراجع أفق الحل السياسي وانعدام فرص حل الدولتين
مما يتطلب موقف عربي وفلسطيني استراتيجي للتصدي للسياسة الامريكيه الداعمة لرؤيا وتوجهات الكيان الإسرائيلي في ألدوله الواحدة والعودة لسياسة الوطن البديل الذي يتهدد الأمن القومي العربي ويتهدد امن الأردن وسوريا ولبنان ومصر ضمن خطه امريكيه إسرائيليه لضم الضفة الغربية وهضبة الجولان لإسرائيل الكبرى كدوله عنصريه
في سعي إسرائيلي للتحالف مع دول عربيه ضمن رؤيا لتحريف الصراع مع إسرائيل عن أولويته على اعتبار أن الصراع مع إيران له الاولويه وهذا ما دعا إليه ترامب ونتنياهو لعقد مؤتمر إقليمي وتعزيز الثقة والاعتراف بإسرائيل كدوله يهودية.
بقلم/ علي ابوحبله