رأيي في دونالد ترامب لا يصلح للنشر، فأختار من الصحف الأميركية عناوين مثل: اعترفوا، ترامب لا يصلح للرئاسة. وأيضاً: الأمة تريد أجوبة عن روسيا وترامب. و: الكونغرس يستطيع سحب سلطات الرئيس، وهذه هي الطريقة ليفعل. و: استطلاع يجد الأميركيين في قلق على مستقبل بلادهم.
الرئيس الأميركي عارض تعيين المناضل الفلسطيني سلام فياض لوظيفة عليا في الأمم المتحدة، واستقبل مجرم الحرب بنيامين نتانياهو، ورأيتهما على التلفزيون يجلسان جنباً إلى جنب، وميلانيا ترامب حسناء شابة في منتهى الأناقة، وسارة نتانياهو، وهي مضيفة سابقة، ترتدي ثوباً قصيراً. ترامب قال في مؤتمر صحافي مشترك أنه يترك حل الدولتَيْن للإسرائيليين والفلسطينيين، ما فسّره كثيرون على أنه يعني أن الولايات المتحدة تخلت عن حل الدولتين.
أنا أتخلى مع التاجر ترامب عن حل الدولتين فالأرض المحتلة كلها فلسطين، ويجب قيام دولة فلسطين المستقلة فيها كلها، مع اليهود طلاب السلام، وطرد الإرهابيين من شركاء نتانياهو في فلسطين المحتلة من بلادنا.
ترامب أرسل إلى إسرائيل ديفيد فريدمان سفيراً، وهو يؤيد المستوطنات، وعيّن زوج ابنته اليهودي الأرثوذكسي جاريد كوشنر مستشاراً أول له، وهناك حديث عن صهيوني آخر نائباً لوزير الخارجية هو إليوت أبرامز، الذي أعتبره إسرائيلياً قبل أن يكون أميركياً.
أقترح أن تقود مصر حملة تهديد للولايات المتحدة. أتمنى أن تنسحب مصر والأردن من اتفاقي السلام مع إسرائيل، وأن يقود الرئيس عبدالفتاح السيسي الأمة في مواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لنرى مَنْ سيكسب الرهان.
أتمنى أيضاً لو يلقي رئيس مصر خطاباً حماسياً يجمع الأمة حوله. لا أطلب منه حرباً أو حتى التهديد بحرب، وإنما أطلب منه «وقفة عزّ» تذكر إدارة التاجر ترامب بمَنْ هو الطرف الأقوى في الشرق الأوسط.
الدولة الفلسطينية المطلوبة ليست هبة أميركية، فكل إدارة أميركية قدمت مصالح إسرائيل على علاقاتها العربية كلها، وأصبحنا نرى إسرائيل تتلقى مساعدة سنوية قيمتها 3.8 بليون دولار مع أحدث الأسلحة الأميركية، مقابل نصف هذا المبلغ لمصر والأردن.
ترامب استقبل نتانياهو على خلفية فضيحة استقالة الجنرال مايكل فلين، مستشار الرئيس للأمن القومي، بعد افتضاح اجتماعاته مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك وحديثهما عن العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على روسيا بهدف رفعها. كان باراك أوباما طرد فلين من عمله في وكالة استخبارات الدفاع والتهمة المعلنة العصيان، إلا أن السبب الحقيقي أنه تحدث عن نظريات مؤامرة غير صحيحة، وطالب بحروب جديدة على إيران وغيرها.
أخيراً، سئل ترامب في مؤتمره الصحافي مع الإرهابي نتانياهو عن موجة لا سامية جديدة تجتاح البلاد منذ انتخابه رئيساً. لو سئلتُ أنا لقلت أن هذا صحيح، ولطالبت بأشد عقاب للاساميين. ماذا كان جواب ترامب؟ قرأت أن 49 كلمة من جواب ترامب تحدثت عن حصوله على 306 أصوات من الندوة الانتخابية بعد أن كان الناس لا يعطونه 220 أو 221 صوتاً، وعن الحماسة البالغة له. في خمس كلمات تالية قال رداً على السؤال ما ألخصه بكلمة ربما. أقول أن الأميركيين اختاروا دونالد ترامب رئيساً وسيدفعون الثمن من ازدهار بلدهم ومستقبل أبنائهم.
(غداً القمة العالمية للحكومات في دبي)