ابو علي نوح مناضل رحل دون ضجيج

بقلم: عباس الجمعة

ابو علي نوح " نوح القاسم " ابن مخيم البرج الشمالي " رحل دون ضجيج " بعد ان فتك المرض به ، مهما قلنا لم نوفيه حقه، فهو مناضل انتمى للثورة الفلسطينية وقوات التحرير الشعبية وحركة فتح منذ الستينات ، فهو أسمى من الكلام والوصف، لانه برحيله سنير الدرب والطريق للاجيال .

ان الموت لا أعتراض عليه وفي أية لحظة, فابو علي كان في عقله وقلبه مبادئ الثورة والنضال ، وهو برحيله كان يستحق تقديراً لعطاءاته ونضاله والتصاقه في مسيرة النضال المعاصرة.

لقد جسد الشهيد دوماً المبادئ بالأفعال لا بالأقوال فقط، في الشدائد ، كان من المؤمنين بقضية شعبه العادلة وتقبل الألم درباً للخلاص، فهي من قدّم نموذجاً في الكفاح ، كان يتطلع أن يحقق ولو جزء بسيط من أحلامه التي لم تكتمل.

اليوم نقول في رحيل هذا المناضل الذي رحل بدون ضجيح، ان ترك لأسرته رصيد نضالي في ميادين الكفاح الوطني ، بعد ان جسد وطنيته العالية من خلال انتمائه واخلاصه للوطن والشعب، وشكّل نموذجاً طليعياً وعطاءً غير محدوداً في الإصرار على مواصلة النضال .

في المحطات والمنعطفات الحادة المجافية لنضالنا الوطني تتعاظم التحديات وتصبح معاني الوفاء للشهداء وقوداً لترسيخ أقدامنا وقوة دفع لتجاوز المسالك الوعرة، وحل المعضلات التي تعترض تقدمنا .

ابو علي حمل البندقية وناضل وقاتل في جيش التحرير الفلسطيني عشق تراب الوطن وهواءه ومناخه وجغرافيّته وصحاريه وجباله وسواحله وسهوله، فكان الجندي المخلص لقضية شعبه.

ابو علي كان يلتزم الصمت والهدوء ، محارب جبار ، متواضعاً بسيطاً ، يحب اخوانه وعائلته ويعشقهم ويبذل روحه من أجل حمايتهم، يعمل دون أن يكثر من الكلام ويعتز بانتمائه لحركة فتح إلى أبعد حد وتضحية بلا حدود .

رحل الشهيد وترك سيرة عطرة تحكى فصول مشهودة ونقاط ضوء وعنوان مجد ستظل تتناقلها الأجيال وتمثل نبراساً لعشاق الحرية ولكل التواقين للأنعتاق والسائرين على درب النضال الوطني.

ولعل أبرز ما ميز وشكّل سجايا دوره هو علاقاته الاجتماعية مع الناس من خلال القيم الأخلاقية الإنسانية ا، وهذا ما أكسب الفقيد تقدير واحترام اخوانه في هيئة المتعاقدين بمنظمة التحرير الفلسطينية.

ختاماً: لابد لنا من توجيه التحية للفقيد ولعائلته الكرام الذين يفتقدونه ، كما نوجه التحية للشهداء عموماً فهذا اقل واجب لهم، ونحن نتطلع الى ترجمة مواقفهم بمضاعفة مجهودنا الوطني، وعطاؤنا الثوري حتى تحقيق الأهداف التي ناضلوا واستشهدوا من أجلها.

بقلم/ عباس الجمعة