معا نبني وطننا

بقلم: هاني زهير مصبح

بداية الوطن هو اجمل ما نعيش فيه نحن ولذلك علينا المحافظة علي وطننا والعمل علي تطويره وبناؤه معا وسويا ويدا بيد فنحن من يجب أن نعطي الوطن وليس العكس ،وبقدر ما نقدم من عطاء يعود علينا بالنفع وليس بالضرورة أن يكون هذا النفع في الحال بل نحن نبني ونؤسس للأجيال القادمة لتستمر مسيرة العطاء والنمو والازدهار .
الحديث طويلا والأفكار كثيرة وكلها من شأنها أن تبني الوطن وتعود بالنفع في سنوات قليلة وفي هذا المقال اكتفي بتلك الفكرة الجميلة في نظري والتي قد تجد آفاقا واسعه وتترجم إلي خطوات عملية علي واقع الأرض وهي "فكرة غرس أشجار الزيتون".
شجرة الزيتون هي رمز فلسطيني عريق يعبر عن هوية الأرض وتاريخ وطن وهي تنسب إلي الأرض الفلسطينية واستخدم غصنها رمزا إلي جانب حمامة السلام في عملية السلام التي دوما عمل الاحتلال الإسرائيلي علي قتل تلك الشجرة واقتلاعها من الأرض الفلسطينية ولكننا مازلنا نحافظ علي تلك الشجرة بغصنها اليافع اليانع ونحافظ علي تلك الحمامة البيضاء رمزا للسلام لأننا دعاه للسلام ومازالت أيدينا ممدودة للسلام ونخاطب كل العالم بذلك.
اليوم في مقالي هذا شجرة الزيتون هي بمثابة رسالة أوجهها إلي وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ووزارة الزراعة الفلسطينية من اجل تنسيق برامج تعاونية بين كلا الوزارتين وتطبيق فكرة بسيطة تخدم الوطن والمواطن .
تشير الدراسات بأنه بلغ عدد المدارس في الأراضي الفلسطينية إلي 2856 مدارس بواقع 2144 مدرسة في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) و712 في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، حيث بلغ عدد المدارس التي تشرف عليها الحكومة 2095 مدرسة و349 تشرف عليها وكالة الغوث الدولية و412 يشرف عليها القطاع الأهلي والخاص.
وكذلك بينت النتائج الإحصائية أن هناك 1171596 طالباً وطالبة ملتحقون في كافة مدارس الوطن، بواقع 684699 طالباً/ة في الضفة الغربية و486897 طالباً/ة في قطاع غزة. وبالنظر إلى توزيع الطلبة حسب جهات الإشراف؛ أظهرت النتائج أن 772929 من الطلبة ملتحقون بالمدارس الحكومية، 288515 ملتحقون بمدارس وكالة الغوث الدولية، و110152 في المدارس الخاصة، علماً بأن النتائج أظهرت كذلك أن مدارس الحكومة بغزة 230236 والوكالة 238489 أي حوالي 49% من طلبة قطاع غزة ملتحقون في مدارس وكالة الغوث الدولية
كما أشارت النتائج أيضاً إلى أن نسبة الطالبات الإناث تشكل 50.4% من مجموع الطلبة في كافة المراحل، لترتفع هذه النسبة إلى 55.7 % في المرحلة الثانوية من مجموع طلاب المرحلة الثانوية.
كذلك أشارت النتائج إلى وجود 65175 معلماً/ة في الأراضي الفلسطينية بواقع 42069 معلماً/ة في الضفة، و23106 في قطاع غزة، وكانت نسبة المعلمات الإناث تشكل حوالي 59.8% من المجموع العام .
هذا العدد الكبير جدا من طلاب المدارس هو أساس لبرنامج وطني كبير لبناء الوطن من خلال غرس أشجار الزيتون والفكرة هي أن يتم توزيع نشرة علي المدارس مضمونها طرح فكرة غرس شجرة زيتون في فناء المنزل أو أرض تمتلكها عائلة الطالب وأن يسمح بزراعة شجرة زيتون واحدة وبحد أعلي ثلاث شجرات وأن يقوم الطالب بعمل فيديو قصير مدته أقل من دقيقة ومشاركة الفيديو علي صفحة مدرسته وكل شهرين أو ثلاث أشهر يقوم بعمل فيديو آخر ومشاركته علي موقع المدرسة وفي حال أن لم تستطع المدرسة توفير تلك الأشجار مجانا فمن الممكن أن يشتريها بعض الطلاب المقتدرين وأيضا قد يكون هناك طالب مقتدر علي شراء تلك الأشجار ولكنه لا يملك مكان لزراعة تلك الأشجار ،وهنا يمكنه التعاون مع طلاب اخرون لديهم المكان بشرط مشاركتهم كفريق عمل في الرعاية وأيضا ممكن التعاون بين أكثر من طالب في غرس تلك الاشجار، وهكذا سيتعاون جميع الأهالي مع ابناؤهم الطلاب المشاركين في هذا البرنامج الوطني الكبير في زراعة تلك الأشجار ورعايتها وأيضا علي المدرسين والإداريين المشاركة في هذا البرنامج الوطني وهو واجب وطني واخلاقي ومهني ليكونوا قدوة إلي طلابهم وأبنائهم .
ما هي النسبة المتوقعة لعدد الطلاب المشاركين ؟
إنني أتوقع مشاركة ما نسبته 15% من عدد طلاب الوطن البالغ عددهم 1171596 وبالتالي سنغرس سنويا ما نسبته " 175 ألف شجرة زيتون" تلك الأشجار ستنمو وتبدأ الانتاج خلال سنوات قليلة من 4 إلي 6 سنوات وهذا العمل لن يقتصر علي سنة واحدة بل هو برنامج وطني يكرر في سنوات لاحقة وعلي كل مدرسة تشكيل فريق متابعة يعمل زيارات ميدانية وعمل تصوير ومونتاج للطلاب المشاركين في مدرستهم وتكون هناك مسابقة علي مستوي مدارس الوطن وافضل ثلاث مدارس يفوز طلابها بجوائز تمنحها لهم وزارة التربية والتعليم .
ماذا سوف نستفيد من هذا العمل ؟
أولا- هو عمل وطني يعطي مظهر حضاري وجمالي في ربوع الوطن
ثانيا- يعود بالنفع العام علي تلك الأسر المشاركة من حيث الناتج لتلك الأشجار .
ثالثا- يشجع أبناؤنا بشكل عام وخاصة الطلاب علي غرس فيهم خصال طيبة منها العمل والمثابرة والعطاء وحب الوطن والتشجيع علي الزراعة والرعاية .
رابعا- التأثير علي الناتج القومي خلال سنوات قليلة بزيادة المحصول من ثمار الزيتون وزيت الزيتون ورفع نسبة التصدير للخارج وأيضا انخفاض الأسعار محليا لتصبح في متناول يد الجميع .

من اجل تنفيذ هذا البرنامج علي وزارة التربية والتعليم بكافة مدارسها وطواقمها تشجيع كافة الطلاب المشاركين في هذا العمل من خلال منح الطلاب شهادات شكر وان يختاروا لهذا البرنامج اسم ووضعة بشهادة الشكر وتبقي تلك الشهادة فخر واعتزاز لكل طالب مشارك وأيضا يتم منحهم درجات في شهادة التحصيل العلمي كنشاط قام به الطالب وهو يستحق ذلك بجدارة فهو جزء لا يتجزأ من بناء الوطن من خلال غرس شجرة زيتون ، تلك هي الفكرة الأولي ليصبح وطننا فلسطين اجمل ومزدهر باللون الاخضر بأشجار الزيتون التي أغصانها رمزا للسلام وهوية للأرض الفلسطينية وانتظروني في فكرة آخري من سلسلة أفكار من شأنها بناء الوطن معا وسويا ويدا بيد وهيا بنا نغرس أشجار الزيتون .
بقلم الكاتب الفلسطيني / هاني مصبح
موبايل / 0599356764