هل هي مصادفة انعقاد مؤتمرين بخصوص القضية الفلسطينية متزامنين يفصل بينهما أيام ، مؤتمر طهران الدولي لدعم القضية الفلسطينية وعقد في 21، 22 الشهر الحالي ومؤتمر اسطنبول المقرر عقده في 25-26 الشهر الحالي .
لقد حمل مؤتمر طهران شعار على أن القضية الفلسطينية هي أولى الأولويات للعالم الإسلامي حتى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، مشددا البيان على الحيلولة دون طمس القضية الفلسطينية أو تهميشها في خضم الأزمات التي تتعرض لها المنطقة وداعيا للعمل على توحيد الصفوف بهدف مناصرة الشعب الفلسطيني
وفي وقت أدان فيه البيان كل أنواع الدعم الذي قدمته الإدارة الأميركية لإسرائيل بما في ذلك التصريحات اللامسؤولة الأخيرة حول نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ودعا إلى رفض التطبيع مع إسرائيل مناشداً جميع الدول بقطع علاقاتها معه.وجاء أيضاً في البيان “الدعوة لإقفال السفارات العربية والإسلامية في واشنطن إذا ما تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة
وختم مشروع البيان الختامي مؤكداً على الخطر المتزايد للسلاح النووي الإسرائيلي مطالباً المنظمات الدولية ذات الصلة القيام بواجباتها لنزع هذا السلاح.
في حين أن مؤتمر اسطنبول المقرر عقده في 25-26 شباط من هذا العام يعقد تحت شعار " المشروع الوطني ... طريق عودتنا ...
ويتوقع أن يشارك في مؤتمر اسطنبول ما يقارب ثلاثة آلاف شخصيه فلسطينيه ضمن ما يسعى المبادرون لعقده لإيجاد جسم تمثيلي بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية
ويعلل المبادرون لعقد المؤتمر في اسطنبول انه بات من الضروري أن يبادر شعبنا في خارج فلسطين الى تطوير وتعزيز دوره في حماية حقوقه الوطنية تكاملا مع دور أهلنا في فلسطين المحتله
وبحسب ما جاء في البيان؛ فإن المؤتمر شعبي، فلسطيني، وطني، جامع، يهدف إلى إطلاق حراك شعبي، وطني، واسع، يحقق تفعيل دور الفلسطينيين في الخارج من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة إليها، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
لا شك أن أهداف مؤتمر طهران مغاير لأهداف وغايات مؤتمر اسطنبول ، مؤتمر طهران يهدف لتعزيز ورقة محور المقاومة بحسب تسميته لمواجهة الابتزاز الأمريكي الإسرائيلي وتهديدها لطهران ، وللتأكيد لأمريكا وإسرائيل وحلفائهم من العرب أن طهران تملك مفاتيح مبررات المواجهة مع إسرائيل والنظام العربي عبر النافذة الفلسطينية
بعكس مؤتمر اسطنبول حيث تسعى تركيا اردغان لتعزيز دورها الإقليمي من خلال الاستحواذ على الورقة الفلسطينية ضمن محاولات تعزيز أطماعها في المنطقة وإضفاء الشرعية على تدخلها في سوريا لمواجهة إيران
تنظر منظمة التحرير الفلسطينية بعين الريبة لهذا المؤتمر الذي يهدف لمحاولات سحب البساط عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لان انعقاد المؤتمر خارج مسؤولية منظمة التحرير باعتبارها ممثل وحيد للشعب الفلسطيني
إن المبادرون لعقد المؤتمر يطالبون بحقهم في التمثيل الفلسطيني وحجتهم ألمطالبه بتمثيل عادل في المجلس الوطني الفلسطيني ويطالبون بانتخابات ديمقراطيه للمجلس الوطني وإصلاح منظمة التحرير وحجتهم أنهم يسعون لتحقيق ذلك ولا يسعون لخلق بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا إحلال لمؤسساتها
مؤتمر فلسطيني الشتات في اسطنبول حيث يشكك الكثير في أهداف وغايات عقد المؤتمر في هذا التوقيت حيث التآمر على القضية الفلسطينية ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية ضمن محاولات تجسيد الانقسام والفصل الجغرافي وإعلان دويلة غزه ،
مضمون الدعوة التي وجهت للمدعوين لحضور المؤتمر بحسب رؤيا البعض أنها دعوه صريحة الهدف من إقامة المؤتمر هو خلق جسم بديل أو مواز لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وهي سابقة خطيرة في تنظيم مثل هذه المؤتمرات، وإذا ما افترضنا حسن النوايا في هذه السابقة فالمنظمون لا يعون قيمة وقدر منظمة التحرير الفلسطينية وطنيا ودوليا، وغير عابئين بحجم التضحيات التي قدمها شعبنا الفلسطيني، حتى أضحت المنظمة بيت الكل الفلسطيني بمختلف أطيافه والاعتراف الدولي كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني ،
لن يكون الحل للخروج من حالة الترهل الفلسطيني بإيجاد البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية وإنما يفترض بالجميع ضرورة التوصل لحلول على أرضيه وطنيه ومصلحه وطنيه فلسطينيه تستعيد دور منظمة التحرير الفلسطينية وتعمل على إحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بصيغة يتوافق عليها الجميع، لما تحتمه علينا الظروف الدولية الراهنة
حقيقة بتنا نخشى الدخول في معمعة الصراعات والأزمات التي تعيشها المنطقة والخشية من دخول القضية الفلسطينية لمحور التجاذبات الاقليميه حيث كلا من محاور الصراع الإقليمي يسعى للاستحواذ على الورقة الفلسطينية في وقت تخلى فيه العرب عن أولى أولويات اهتماماتهم عبر القرون الماضية بالقضية الفلسطينية وأولويتها الصراع مع إسرائيل ، الأمر الذي بات يحتم على الفلسطينيين تحقيق وحدتهم الوطنية وإنهاء الانقسام لإعادة فرض أهمية وأولوية القضية الفلسطينية على جدول أعمال القمة العربية المنوي عقدها في عمان الشهر القادم.
بقلم/ علي ابوحبله