جلاء نصري زاهر... هناك إيقاع موسيقي لهذا الاسم إذا صح التعبير، وهو لم يأتِ عبثًا.. هذه التسميات لم تأتِ من خلال رغبة التنويع في التسميات، أو من خلال نزق عاطفي عابر، فالاسم " نصري" جاء من خلال وعي بعدالة الموقف، من خلال الإيمان بالنصر، من خلال الإصرار على هذا النصر للمرحوم المناضل شفيق زاهر، هذا المناضل المميز الذي شاهد نهاية النفق قبل عقود.. الذي أدرك ما ستؤول إليه الأمور مع هذه السلطة الغاشمة. من هنا نحن نرى ونسمع ما يقوله أهلنا اليوم عن هذه السلطة العنصرية التي لا ترى إلا ذاتها، التي تبطش بكل من حولها بدون استثناء. لقد كان الجد شفيق شفوقًا على مجتمعه، كان من مؤسسي لجنة المبادرة العربية الدرزية، كان الصخرة الأبية التي لا تنثني ولا تلين أمام سياسة البطش والعدوان. هذا الموقف أثار ضده كل زمر السلطة الساقطة أخلاقيا ودفعها إلى مهاجمة بيته بالحجارة عندما أقام نادي "كمال جنبلاط" تحت داره. كما فرضت عليه السلطة الإقامة الإجبارية تم بموجبها منعه من الدخول إلى الأراضي المحتلة ومنعه من مغادرة بيته ليلا". ومن هذا التراث الأسري العريق استنار " نصري" الذي أطلق على ابنه الثاني اسم" جلاء" الذي جاء من خلال إدراكه لأبعاد هذه التسمية، من خلال التمني بزوال الاحتلال، وفي ظل هذه الأجواء الوطنية نشأ " جلاء".
في حديثي مع الفنان " نصري" والد جلاء قال لي:" نحن نرفض أن نكون أداة حرب، بشكل عام، فكيف نقبل به ضد شعبنا. لقد جاءت أحاسيس الأسرة مرهفة، فحاربت هذه الخدمة المفروضة على الشباب الدروز، وكل أساليب الاضطهاد والغطرسة، وقد كلفها ذلك الكثير من الملاحقات، فلم تنثنِ لأنها تجندت بالتهيئة النفسية على مواجهة الملاحقات..ادركت بان للموقف ثمن. هذا الحس المرهف المتبلور دفعها إلى امتهان الفن لتعبر عن ذاتها، فالأب نصري عازف عود، وشقيقة الأكبر شفيق الهارب من الخدمة والذي حمل اسم الجد، مطرب صاعد، وجلاء عازف كمان، (يمكن الاطلاع على نشاطات الأسرة من خلال العم " جوجل") سجل جلاء في قسم الموسيقى في جامعة القدس، إلا أن سلطات الاحتلال السادية التي تستمد سعادتها من آلام كل من حولها، قطعت عليه حلمه واعتقلته للمرة الرابعة، لقد تفاعل شعبنا مع موقف جلاء وسُجلت الكثير من ردود الفعل في موقع "كل الناس" وموقع "ارفض شعبك يحميك". نحن ندعو أهلنا في كل مكان إلى التضامن غير المحدود مع رافضي الخدمة في جيش الاحتلال!.
هادي زاهر