تتسارع الأحداث السياسية على الساحة الفلسطينية ، وأصبح اللعب على المكشوف بعد أن كان متسترا ويلبس زيا وطنيا أحيانا ولكن ها هم
المتنفذون في قرارات منظمة التحرير وفي حركة فتح يعلنون صراحة عن نواياهم الحقيقية في تسوية الصراع العربي الصهيوني ، وما تناقلته الأنباء عن الأوساط الدبلوماسية الغربية حول إسقاط حق العودة وتلاه برنامج اسقاط المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني ، بل زاد على ذلك أن الدولة الفلسطينية لن تأتي عن طريق المقاومة .
ولقد صرح عباس أنه يجب إيجاد حل خلاق لمشكلة اللاجئين أو حل مبتكر ومن هنا استبعد عباس القرارات الدولية وخاصة القرار 194 الخاصة بحق اللاجئين في العودة والتعويض على مائدة المفاوضات القادمة .
توجهات لعباس وحكومته تمثل منتهى الخطورة على حقوقنا المشروعة في فلسطين وبرنامج حكومة يمثل أيضا طعنة لحركة التحرر الوطني الفلسطيني وتجربتها وتاريخها ويريد أن يقول أن الشعب الفلسطيني كان مخطئا عندما استخدم المقاومة كوسيلة وكأنه يريد ان يقول أننا نعتذر عن خيارات الشعب الفلسطيني الخاطئة ها هو رئيس وزراء عباس يتحدث وكأنه يمثل هو ورئيسة الشعب الفلسطيني فإذا كان عباس قد انتخب من شعبنا الفلسطيني في الداخل فليتحدث هو وحكومته باسم الذين انتخبوه ولو ان كثير منهم خدعوا ةسيسحبوا اوراقهم الانتخابية ، أما الشعب الفلسطيني في الخارج وتعداده 6.5 مليون لم ينتخب عباس رئيسا للسلطة ولم ينتخبوه أيضا رئيسا لمنظمة التحرير وأصبحت منظمة التحرير عبارة عن ستار وواجهة لتمرير البرامج المشبوهة والتنازلية لصالح العدو الصهيوني .
ونريد أن نؤكد أن رئاسة محمود عباس لمنظمة التحرير الفلسطينية مطعون فيها لسبب بسيط أن المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي في حد ذاتها متجاوزة للقانون وللدستور الفلسطيني والميثاق الوطني
كثير من المتغيرات حدثت في خلال أكثر من عقدين ومازالوا متمترسين في مواقعهم لتنفيذ برنامجهم الخاص وليس برنامج الشعب الفلسطيني ولو كان هذا برنامج الشعب الفلسطيني سنقف لهم بكل احترام ولو كان الشعب الفلسطيني حدد خياراته باختيارهم لتلك الأطر لوقفنا لهم باحترام ولكن الشعب الفلسطيني لن يقبل الإجحاف في تجربته المقاومة ولن يتنازل عن حقه في العودة إلى أرضه وليس هناك شيء مبتكر وخلاق مادام الأصل موجود ومادامت المطالب الوطنية موجودة إذا من فوض عباس أن يتحدث باسم الشعب الفلسطيني وباسم اللاجئين . .. وبأي حق أخذ مشروعية المواطنة داخل فلسطين وهو لاجيء ؟؟ .. لقد أخذ مشروعية الإحتلال وليس المشروعية الوطنية أما شعبنا في الخارج يبحث عن حق العودة من خلال المنظور الوطني وليس المنظور الإستسلامي على قاعدة بيع الحقوق التي يحاول عباس من خلال تصريحه الأخير ( الحل الخلاق ) هذه المصطلحات التي طالعتنا بها كونداليزا رايس من الفوضى الخلاقة إلى عباس والحل الخلاق ، وكلا المفهومين يصبان في نهجهما الذي استخدماه سواء في غزة أو في العراق أو الصومال أو في لبنان .
آن الأوان لشعبنا الفلسطيني أن يتحرك خارج الوطن وداخله لجمع مليون توقيع لسحب الثقة من محمود عباس ووزارته في التفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطيني ونحن واثقون أن كل الوعود التي قطعها عباس ما قبل اجتماعه بما يسمى المجلس المركزي وأثناء انعقاد المجلس بعقد المجلس الوطني الفلسطيني إنما هي عملية مماطلة بالوقت ليذهب هو ومستشاريه وزمرته المغتصبة للقرار الفلسطيني إلى ما يسمى بالمؤتمر الدولي لبحث أسس الدولة الفلسطينية في منتصف سبتمبر القادم وعلى الشعب الفلسطيني أن يقطع الطريق أمام هذا التحرك الذي يريد أن يتصرف فيه عباس بما لا يملك .
إن الوضع في منتهى الخطورة وستسألنا الأجيال القادمة عن تهاوننا وسلبيتنا أمام تلك العصابة التي تنفرد بمصير شعب بكامله .
بقلم/ سميح خلف