ترامب: الحلف الأميركي ـ «الاسرائيلي» «غير القابل للانفصال»...

بقلم: نعيم إبراهيم

لم يعد الوقت مبكراً لتقديم قراءة دقيقة لتوجهات السياسة الأميركية للإدارة الحالية. فقد أكد الرئيس دونالد ترامب في أول خطاب له – الاربعاء 1/3/2017 أمام الكونغرس منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة على متانة الحلف الأميركي ـ «الإسرائيلي» قائلاً إنه «غير قابل للانفصال»، وانه «لا يُقهر»، بمعنى أنه أكد المؤكد أيّ عدو لإسرائيل هو عدو للولايات المتحدة الأميركية . ولا يتوهمنّ أحد بأيّ تغيير في ذلك مهما كانت التطورات والتحوّلات الدولية مع تقادم الزمن.

لقد قيل انّ ترامب رجل أعمال براغماتي وليس رجل سياسة من النوع العقائدي، ومع ذلك يمكن الجزم بأنّ الملامح العامة للسياسة الخارجية الأميركية للإدارة الحالية سترسمها عدة قناعات أساسية من ضمنها: 1 – أميركا أولاً. 2 – «إسرائيل» مصلحة أميركية.

هذا يعني أنّ مستجدات الصراع العربي – الصهيوني لن تختلف عن سابقاتها إلا في التكتيك، أما في الاستراتيجيا، فإنّ الدعم الأميركي للعدو الصهيوني سوف يزداد على الصعد كافة.

وفي شهر كانون الثاني الماضي أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بأنه يريد للعلاقات مع الولايات المتحدة أن تكون «أقوى من أيّ وقت مضى» في عهد الرئيس دونالد ترامب. وفي الشهر نفسه، قال إنّ فترة رئاسة ترامب تمنح «فرصاً كبيرة» لإسرائيل .

ملامح السياسة الترامبية اتضحت إبان المؤتمر الصحافي الذي عُقد في أعقاب اللقاء الذي جمع ترامب ونتانياهو أخيراً في البيت الأبيض. فقد أعلن ترامب أنه لم يعد يتمسك بحلّ الدولتين وسيقبل أيّ حلّ يتمّ الاتفاق عليه بين الفلسطينيين السلطة و»الإسرائيليين».

أثناء حملته الانتخابية أشار ترامب إلى أنّ رئاسته ستكون هدية لـ «إسرائيل» وقاسية على الفلسطينيين بإعلانه أنه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس وسيعيّن سفيراً يدعم المستوطنات «الإسرائيلية» ولن يضغط من أجل محادثات «سلام».

يعني هذا استمرار استهداف الشعب الفلسطيني ومقاومته في وقت لم يعد كثير من الرسميات والأنظمة العربية يرون في الاحتلال الصهيوني عدواً، وبات كما أوضح نتنياهو، «على العرب وإسرائيل أن يتحالفا معاً لمواجهة عدوهما المشترك يقصد المقاومة ومن يدعمها أي سورية وإيران . وبعد أيام قليلة ظهرت مواقف رسمية صهيونية تطالب بضمّ الجولان السوري، في ذروة «الربيع العربي».

ولأنّ حروب «إسرائيل» المتعاقبة كانت بشكل عام تعزز العلاقة الأميركية الصهيونية وتعمّقها، الأمر الذي يحمل دلالة ذات مغزى لطبيعتها، ويشير إلى الدور الوظيفي الذي تقوم به «إسرائيل» في إطار الاستراتيجية الأميركية إزاء المنطقة، فإنّ المستقبل القريب والبعيد، سيحمل حروباً جديدة في المنطقة، وقودها الناس والحجارة و…

بقلم/ نعيم ابراهيم