شرحت وجهة نظري عن السبب الذي يمنعني من القيام بأي عمل مضاد للقياده والسلطة التي نخرها الفساد التنظيمي والإداري والمالي أما السياسي فنأمل أن لا تفرط وتبقي الثوابت التي لا يمكن أن يقبل شعبنا التفريط بها...
وحتى تتضح الصورة أكثر سأضع بين يديكم بعض التفاصيل كصور واضحة للمعاناة التي كانت وما زالت والتي حالت دون أن أنجرف الى مهاوي الرذيله والذل والخيانه..
ورغم ذلك ما زال إخوة لي يطالبونني بأن أقلب رأس المجن وكأننا في بلاد حرة ووطن مستقل أوفي جزيرة معزوله....!!
لا أعتقد أن هناك شخصيه فلسطينية بما لها وما عليها أكثر وضوحا من العبد الفقير لله الماثل أمامكم..
وقد كنت وما زلت كما قال لي أحد الصهاينة عندما كان هناك عرضا لأبو عمار بتسلم الخليل بعد عام على إستحقاقها .. وقد تم أختياري من قبلهم كمحافظ لها.. مما أثار إستغراب أبو عمار الذي كان محرجا بسببي .. وقد تكالبت علي القوى الفاسده حوله من أجل عدم تسليمي لأي منصب بعد أريحا ومن ضمن الحجج أن الطرف الاخر لا يريدني وتعييني سيؤخر تسليمنا بعض المناطق .....
( ثلاث أعوام بدون عمل أو وظيفة) وفجأه طلب مني الراحل أبو عمار الذهاب الى مدينة الخليل ومقابله السيد خالد عسيلي الذي جمعني وفي بيته مع مسؤول إسرائيلي يحمل ملفي وفيه البلاوي وقال ..رغم كل ما في ملفك من بلاوي وحقد علينا وممارسات منذ اول ساعة عبرت بها الجسر وأنت تنشر العداء وتهيج الجنود علينا وأنت دون غيرك عدو للسلام ...إلا أننا نوافق على تعيينك محافظا للخليل
سألته ما السبب...؟
قال لا نخاف منك لأنك صفحة بيضاء تكتب عليها كل لحظة ما ستقوم به... ولست ماكرا ولا مخادعا ...وشجاع
واذا أتفقنا معك سنضمن السلامة الكاملة لكريات أربع...
الاخ خالد العسيلي لم يكن حينها رئيسا لبلدية الخليل رغم أنه كان شخصية مرموقه ... وهو ما زال حي يرزق.ربنا يعطيه الصحة والعافيه.. وهو شاهد على ذلك.....
أكتب بصراحة ووضوح في كل شيء....
حتى أني سببت إحراجا ً لأبنائي الذين تفاجئهم تصريحاتي ومقالاتي ...فيقولون ...هذا يؤثر علينا ..
معهم كل الحق فهم عايشوا الكثير من منغصات الحياة بسببي
وأذكر أنهم وفي أول يوم وصلوا به للوطن بعد أوسلو وكنت قد سبقتهم بشهرين ..
كان المشهد مخيفا ً لهم وقد كانوا ما زالوا أطفالا.. وصلوا والفرح يغمرهم لأنهم شاهدوا والدهم عبر التلفزيون وهو علم وسيرته على كل لسان ...وفي الباص الذي نقلهم إلى أريحا كان السؤال هل أنتم أولاد منذر ...!! ؟ سنضعكم على رؤوسنا.. كانوا فرحيين مبتهجين وأمهم رأسها في عنان السماء ..كيف لا ...! وهي زوجة البطل الوطني الذي جاء مع سلطة الشعب والتي ستتباها به أمام عالمها من نساء الوطن ...هذا زوجي.... كل ذلك توقف أمام المشهد المريع... وكنت في مقر إقامتي مطوقا بالشرطة العسكرية التي جائت لاعتقالي ومن معي من الضباط والجنود الذين رفضوا تركي والعودة الى مقاطعة الحاج اسماعيل في اريحا آنذاك ...وكاد أن يجري إشتباك وهم في حالة ذهول
اليوم وبعد عقدين من الزمن وقد عشت تفاصيل بدايات السلطة ومخرجاتها ومئاسيها وما وصلت إليه الحالة وحركة فتح وما آلت إليه من تردي وتشظي وهيمنة بعد المؤتمر السابع وأصبحنا فيها غرباء حتى عن فتح التي بنيناها بعرقنا وسهرتا وسجننا واستشهاد إخواننا تكاد أن تصبح ذكرى ...!
وخلال السنوات الأخيرة حاول البعض الضغط علي إما حبا ً ورغبة وطنية أو كرها ورغبة للتخلص مني ..!
من خلال إيهامي أنني أنا المخلص من بين هذا التردي والظلام الذي تعيشه فتح والسلطة والوطن
وقد توالت العروض والإغرائات ..زعامة ومال وسند ورجال....
لم تكن مرة واحدة بل عدة مرات ولم يكن في وقت واحد بل أوقات مختلفة.....كان الرفض قراري....
ولكن ما السبب...؟
السبب الاول... لا أنسى في بداية السلطة الظلم و الضغط الذي تعرضت له من قبل قيادتي في أريحا ولولا إلتفاف الناس حولي لتم البطش بي وتدميري نهائيا ً
وكان لا بد من عمل مضاد وقد جائني ضباط وجنود قالوا نحن تحت أمرك في كل ما تقرره ..ومعك حتى الموت...
كبرت في رأسي وقررت التحرك وبقوة وخلال ساعات
ولكن وبعد أن قررت التحرك وأذا بجنرال أسرائيلي يتصل بي ويقول نحن سنساعدك......
( ترددت بوضع ما قال لي بالحرف....)
( ولكن بعد الصلاة وجدت أنها ضرورية حتى تفهموا الموضوع وخلفياته أكثر)
وإليكم ما قاله الصهيوني......
( أسمع منذر نخن معكم لأنه ما بيصير واخد من غزة يحكم ضفة وانت إبن عائله كبيرة وكريمة وانتم زعماء من زماااان ...انت لازم تنهي هذا الشي وتوقف الأمور عند حدها... نخن راح ندعمك من تحت لتحت ونحميك بدون ما حدا يلاحظ ...ولازم انتوا أهل الضفة تحكموا بلدكم مش ياسر عرفات... ولا حاج اسماعيل هذا ...ولازم عرفات يوخد كل غزاوية على غزة وما يبقى غزاوي في الضفة ...ليش ما عندهم قطاع غزة كبير يروحوا هناك يحكموا )
فكأنه أيقظني من أحلامي التي كنت أعيشها وأنا أشعر بنشوة النصر على من يقف في وجهي ويريد تدميري ...
ويذكر أخي أبو نضال الجعبري ومعه المرحوم القائد الحاج العزة والدكتور موسى حميد الذين تواجدو في أريحا لدعمي وحرصهم علي كان أكبر من أن يتركوني أتصرف بجنون..
وحاولوا جمعي بالحاج اسماعيل وكنت أرفض.... وفجأه وافقت على اللقاء ومصالحته دون إخبارهم بالأمر ...لأني شعرت بخطورة عملي وما سيسببه لي من أضرار وأخطار لو وافقت على دعم الجنرال الصهيوني....أقلها أني سأصبح أداة طيعة في يد العدو....
وفضلت أن أصافح أخي الحاج اسماعيل ولا أستعين عليه بعدونا ... وهو حي يرزق...
وقد حصل معي بعد خمسة أعوام تقريبا نفس السينايو
وهذه المرة كانت في مواجهة مع السلطة وعلى رأسها جبريل الرجوب الذي حمل لواء إخراجي من محافظة بيت لحم بعد أن عجز الجميع ..وحتى أبو عمار لم يوافق على طلبهم حتى أنه قال لهم... أذا بتقدروا تشيلوه شيلوه....؟
وكنت قد قررت الموت دون أن أخرج من المحافظة وقد تجمع حولي خيرة المقاتلين الأشاوس أبطال كنيسة المهد لاحقا وصممنا على مقاومة البطش وعنجهية جبريل الذي هددني بالقتل على الهاتف ويشهد على ذلك الاخ ماجد فرج...
ولكن ما الذي أوقفني.....هل التهديد..هل الخوف....هل هل هل..؟
الذي اوقفني رسالة حملها أحد الإخوة.. حمَلها معه قائد إسرائيلي ...مفادها....
نحن سنكون معك في بيت لحم..... وكن على ثقة لا أحد سيقف في وجهك لا جبريل ولا غيره....
أشهد الله على ذلك ويشهد معي العارفون وإن كان هناك من يريد أن يجعلها قضية قانونية فأنا على أتم إستعداد..
هل وافقت......!!!
يعرف الجميع بمن فيهم الابطال جهاد جعارة ورفاقه كيف تركتهم دون أن أخبرهم بشيء ...ويعرف الاخ ماجد فرج باقي التفاصيل وكيف اتصل بي ثاني يوم على اعتبار أني ما زلت في المحافظة ولكني كنت في مستشفى جنين نحت رعاية الدكتور أبو غالي... الذي تحدث مع جبريل قائلا...
يا ابو رامي منذر في جنين ترك لك بيت لحم ويكفيكم الرجل في حالة خطرة.....!!
كل ما ذكرته له علاقة بما حصل معي مؤخرا ً .....
فالضغط علي ما زال مستمرا ً.....
على المستوى الشعبي....يا أخ ابو العبد انت ثقه انت ضميرنا
تقدم ونحن معك...؟
على المستويات السياسية البعض آفاقهم ضيقة لا يدركون حقيقة الأمر وواقع الحال
في الأقليم هناك من يعمل لدعم أشخاص وينتظرون منهم البداية...فقط أشعلها ولو ببيان قوي....
كل ذلك وغيره وقد كتبت الكثير كل ذلك تعرضت له
ولكني وبفضل الله وبضغط عمري الذي شارف على السبعين
فكرت وفكرت وفكرت...وعددت للمليون ...فكانت النتيجة أثمن من ملايين الدولارات التي كانت تنتظر البيان الاول
فكيف أجهل بعد أن وصلت إلى خريف العمر...
ولم أجهل وأنا في مقتبل العمر...؟؟؟؟؟
منذر أرشيد