برزت القضية الفلسطينية كقضية العرب والعالم الإسلامي، ومثار اهتمام العالم جميعا من خلال تفردها في ثورتها وقرارها السياسي والعسكري ولعبت منظمة التحرير دورا مهما من خلال حفاظها على القرار الوطني الفلسطيني المستقل وهذا ما رسخه ارث الشهيد الرمز ياسر عرفات وتعرض للكثير من الخذلان من القريب والبعيد، وكان هناك محاولات عديدة للاستحواذ على القرار الفلسطيني من خلال تشكيل بدائل وأطر موازية لمنظمة التحرير مثل جبهة الرفض والممانعة ...وغيرها كثير، وجميع هذه الأجسام تلاشت بفعل حركة التاريخ التي اثبتت بأنها موالية لأنظمة وحكام هدفهم الوحيد كان الحفاظ على عروشهم وكراسيهم .
استمرت السفينة بالمسير والتقدم بعد الصمود البطولي في الكرامة والاسطوري في بيروت في وماتبعهما من موجات انتفاضية توجت انتفاضة الحجارة الباسلة، التي زودت السفينة بالطاقة للاستمرار بالابحار بين العواصف تتلاطمها الامواج وتعصف بها الرياح تآرة صعود وتآرتة هبوط، إلا انها استمرت بالابحار بفضل قوة وصلابة ربانها ورفاقه واخوته وشعبه الذين آمنوا به مثلما آمن بقضيتهم وبحتمية النصر والوصول ليصل الى شاطئ الوطن ليحاصر الاسد الزئور ويترك من العالم والاخوة حتى يترجل من على جوادة، تاركآ لنا ارثا نضاليا ومخزونا من الارادة والقوة لنواجه بها كيد الكائدين والماكرين والحاقدين، واستلم الراية رجل من آل البيت والثورة خليفته القائد السياسي الكبير أبو مازن ويحلق بها في سماء العالم ويضعها على سارية الأمم المتحدة ولتحقق فلسطين على يده الأنجازات السياسية التاريخية من خلال الاعترافات الدولية المتواترة على صعيد الدول والمنظمات الدولية مما أزعج المحتل وشركائه وازلامه ومرتزقتهم في المنقمة والأقليم، ليبدأوا بالنباح والصراخ على أكثر من منبر يشككون ويزاودون على الرجل الذى لم يقدم تنازل واحد في حياته .
فنجحت إسرائيل بسياساتها المعدة سلفآ لشرذمة الكيان السياسي والاجتماعي الفلسطيني الذي تحقف والذين كانوا يريدون له حكم ذاتيا محدود الصلاحيات والانشاءات،الا انهم لم يفلحوا في وئد هذا الوليد والحلم الفلسطيني الذي بدأ يكبر ويكبر اسرع مما يتوقعون، فكادوا المكائد والدسائس كيف لا وهذا ديدنهم منذ فجر التاريخ وتخليهم عن نبي الاه موسى علية السلام، فاجأوا الا شق اللحمة والصف الفلسكيني الذي تجسد في وحدة الدم والمصير في المعتقلات والتلاحم الاسري والاجتماعي في الانتفاضات ، واخيرا تحقق لهم ذلك من خلال تغذية الانقسام والأمساك بتلاليبه وحصار غزة وتقسيم الضفة إلى جزر متناثرة هنا وهناك من أجل استكمال مشاريعهم ضد فلسطين وشعبها، لذا ضربت اسرائيل كل الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير دوليا وثنائيا عرض الحائط، ولكي تستمر بأضعاف الرجل لجأت إلى شركائها في المنطقة والأقليم من أجل ضرب الحالة الفلسطينية من خلال دول بينها وبينها اتفاقات وشركات وخطوط عمل سياسية وغازية ومائية وعسكرية، ومن هنا نشاهد بأن دول الأقليم تحاول الاستحواذ مرة أخرى على القرار الفلسطيني بعدما فشلت في تهجين القيادة الشرعية في مساراتها لذا قامت باستغلال الانقسام الفلسطيني أيضا لتحقيق مأربها الخبيثة من خلال المال المسيس والذي تدعم به القوى والفصائل والحركات وبعض المؤسيات في الساحة الفلسطينية لتسير في فلكها مستغلة تردي الأحوال الحياتية والمعيشية في المجتمع الفلسطيني،الا انهم لن يمروا فشعبنا اكبر من كل المؤتمرات والمهاترات ااتي يعرف جيدآ كيف يجهضها ويلفظ صانعيها ومبرمجيها خارج سياق النص والمعادلة .
بقلم/ كمال الرواغ