تاريخنا بلبلة .....لا بد من غربلة !!

بقلم: توفيق الحاج

تاريخنا موروثنا بلبلة .. من أوله لأخره بهدلة. أقرب إلى مهزلة .. كله نصب في كذب.. مشكوك فيه ويثير زعابيب أسئلة .. ولابد من غربلة...!!
في الحدث الواحد من ايام العرب في الجاهلية إلى فجرالإسلام والنبوة إلى السقيفة فعهد الخلافة المرتبة خذ وهات بين بكرية وعمرية إلى فتنة عثمانية وصفين علوية أموية وخوارج والبيعة بالسيف لذراري معاوية وكربلاء الحسين ووقعة الحرة المرة واستباحة يزيد للمدينة وديمقراطية الحجاج..!! ثم السفاح ونبش قبور بني أمية وتناسل الذراري العباسية من الجواري المسبيات الصقلبيات والروميات والهنديات والتركيات إلى فاطمية وقرمطية واسماعيلية وبا بية وسلجوقية ومملوكية وتركية !!
تختلف الروايات وتتناقض الحكايات من البدايات إلى النهايا ت ففي رواية نقرأ أن الخليفة فلان بن علان كان ملاكا (نازل من السما ) طيب القلب ..إنسان .!!ورع .. تقي.. زاهد.. عابد يحج عاما ويفتح البلاد عام.. يعظه بهلول فيبكي حتى تخضل لحيته خشية الموت مغضبا ربه !!
وفي رواية أخرى نقرأ عن فلان نفسه أنه كان فاسقا ..فاسدا ..سكيرا ونديمه ابو نواس.. خليفة زير نساء لم يدع جارية من شره!! وذبح وزيره البرمكي زوج اخته ونكب أهله !!
الا ان هذه الروايات جميعها تتفق على أن هناك طفرات يشهد لها بالعدل والاستقامة كعمر بن عبد العزيز وتتفق ايضا على وجود شهوة الحكم والقتل في سبيله والدليل ان ولاة امر المسلمين الطغاة منهم و التقاة الطاهرين قتلوا وقتلوا في معظمهم غيلة وغدرا !!
وفي الحديث المنقول عن رسول الله قيل 600 ألف حديث تبين ان540 الفا منها مختلقة وموضوعة من حماد الراوية وعجرد وغيرهم وغربل علماء الجرح والتعديل ال60الفا الباقية ليستقروا على 4400ألف حديث صحيح وحسن مكرر فقط ومع ذلك يرى البعض مثل (اسلام بحيري) وغيره ان كتاب البخاري الذي يعتبرأعظم كتاب بعد القرآن بحاجة الى غربلة لأن به أحاديث مستغربة ومنافية لمنطق الحال ومحل شك مقابل دفاع مستميت ومتشنج من أخرين وكأن الامر نصا قطعيا!!
حتى قصص العرب الشعبية التي ورثناها كابرا عن كابر كابي زيد الهلالي وعنترة والزير سالم وياسين وبهية وادهم الشرقاوي اصبحت مثار سخرية وتندر لما فيها من مبالغات الافلام الهندية وخلاف على أبطالها الخارقين التي تظهر بعض البحوث أن عنترة الفارس الشهير قتله عجوز ضرير بسهم وهو يتبول والزير المهلهل قتله على كبر قاطع طريق!! وياسين كان لصا اختطف بهية واغتصبها وعاث في أمن وامان الناحية فجردت له حمله ليقتله ضابط مصري اصبح فيما بعد وزيرا للحربية وادهم الشرقاوي هناك من يرى أنه كان مجرد بلطجي قتله غفير من قريته!!
ربما كان القصد من ذلك التناقض هز قناعاتنا بموروثاتنا المقدمة لنا اصلا كتابوهات ومسلمات مؤسطرة بطريقة ساذجة مثيرة للشك والاستغراب ولا تحترم عقلية الباحث عن الحقيقة!!
هذا عدا ما تجرعناه بالعصا مع حليب الوكالة المالح من قصص البطولات والفداء الخيالية المصنوعة لابطال وهميين
اشبه بابطال افلام الكونج فو الذين يقتلون الفا دون ان يعرقوا أو تتغبر أقدامهم وحفر تاريخ مدرسي مزيف يحكمه الهوى في عقول طرية بالحفظ والتكرار لا علاقة له بحقيقة التاريخ فرفع وجامل أناس ظالمين وظلم وتحامل على أناس مظلومين!!
وانا على ثقة ان تاريخنا الحديث سيؤول الى نفس المصير من التزييف والبلبلة ويتحول الى اوكازيون مفتوح لتلميع القتلة والمجرمين وتحويلهم الى أنبياء مرحلة .... تقاة ثقات أجمعين ولا يستبعد أن يكتب نصاب وطن أو تاجر فتنة ودين في كتب التاريخ بعد عمر طويل صديقا عظيما وبطلا وطنيا وربما أميرا للمؤمنين !!
وقد يقرأ أحفادنا في المستقبل تاريخا كن كان.. مؤيدا للقاعدة ويعظم داعش أو يمجد الروس والامريكان تاريخا يترحم على بركات ربيع عربي افتعله اخوان الشيطان!!
هناك من حاولوا بأمر وعطايا القبائل والخلفاء والطغاة البغاة والسلاطين والولاة كتابة تاريخ مزور يشكل وعي الناس بما يخدم فكرة ما أو عصيبة ما أو وهم ما
باختصار يا سادة ياكرام تاريخنا المبجل ابن حرام ملعوب فيه فوتوشوب قديم غير متقن ومن السهل على أي مثقف حر غير متعصب أن يكتشف القص واللصق الساذج والمضحك احيانا ومن يتصفح المراجع التاريخية يرى العجب ممن صدق وممن كذب لذا فان تاريخنا المفترى عليه بحاجة الى تدقيق وتنقيح وغربله لكي يلائم احترام المنطق السليم والوعي الايجابي القويم
ربنا يارب الارباب ومنور الالباب اغفر لنا ان نسينا أو اخطأنا وتب علينا انك انت التواب

توفيق الحاج