في عام 1995 كنت ألقي محاضرة في الزبابده..فوقف أحد المعلمين وقال أنتم القادمين الجدد ...ولم أدعه يكمل....
قلت.. هل هكذا أسمنا قادمين جدد...؟؟
فوقف الاب مسلم وقال...نعم أنتم قادمون جدد..
فقلت..هل تعرفني أنا يا أيها القديس....!
فصرخ بعصبيه وقال... أنت بتتهكم علي... !
نعم أنا قديس .. ولا أعرفك وأنت قادم جديد...
قلت.. يا أبانا...سأعرفك على نفسي فأنت تعرفني جيدا وتعرف أهلي وعشيرتي....
أنا الفتى الشاب الصغير الذي أخرجكم من الكنيسه قبل 27 عام أثناء الحرب عام 67 وقد جمعكم الجيش الإسرائيلي
وأمروكم بالبقاء وعدم الخروج أو فتح الباب ...وقال لكم الضابط إذا فتحتم الباب سنطلق عليكم الرصاص فورا..
وقال..تفتحوا الباب عندما نحن نأمر......
ربما لم تكن أنت يا أبونا في الكنيسة ولكن كان كل رجال الزبابده مسلمين ومسيحين فيها ...
ولولا أني جئت من قريتنا صير وكنت مارا ً بجانب الكنيسة وقد أخبرتني النسوة أنكم محبوسين فيها منذ يوم
لربما بقيتم داخل الكنيسة ورائحه البراز والتبول فيها وانتم خائفون من الخروج....فوقفت على باب المنيسة وقلت لكم أخرجوا لا يوجد جيش ...هكذا عملو فينا في صير وانا امتشفت الخديعة ولم يبقى الناس في بيوتهم خمس دقائق.
صرخ أحد الحاضرين...وقال...الله أكبر هو أنت...هو أنت الولد الي فتحت علينا باب الكنيسه....أنت إبن دار إرشيد الأبطال شيوخ البلاد...!
والله أني أذكرها جيدا والان تذكرتك وانت منذر صديقي عمك وبيخرفني عنك دائما ً
فصرخ الاب مسلم صراخا كبيرا وهاج وماج وقال... أسكت يا أبو فلان أنت بتكبر راسه وهو بيبهدلك وشو بيقول.... كلام رخيص عنا .!!
واننا كنا جبناء ونشخ في الكنيسه ...هذا كذب هذه إهانة...أنت جاي تهيننا في بلدنا ما بسمح لك...
قلت ...يا أبونا....لا انت من أهنتنا بداية وها أنا أعرفك بنفسي
فهل بعد ما عرفتني ...سأبقى بنظرك القادم الجديد...!!
خرج وهو يزمجر وتبعه بعض الناس لانه طلب منهم أن يتبعوه...
وتمت مصالحة بعدها في منزل لال خضر الكرام.......
الان..... الاب مُسلم يطلق صرخاته الوطنية مع كل الإحترام
وهو يقول ثوروا على السلطة
أهمس في أذنه وأقول له... هديء من روعك أيها القديس
فالإنقلاب على الغير يجب أن يعتمد على الثقل والوزن الذي يمتلكه المُنقلِب على المقلوب عليه.
والثورة على السلطة تحتاج قبل ذلك الى ثورة على الذات....
لان شعبنا لو قارنته بالسلطة الفاسده ستجد فساده أعظم
وهناك من يدافعون عن الفساد ربما أكثر من الصالحين
وبما أنك أيا الراعي قديسا ً فادعوا بداية إلى الهداية ..
وبصفتك الرعوية وشهرتك العالمية ترأس ةفدا من الشخصيات الوطنية واذب إلى المقاطعة وقابل الرئيس واصرخ في وجه وقل له اولا ثانيا ثالثا... وأذا لزم الأمر أعتصم على باب المقاطعة وسترى الالاف معك ووجه رساىلك في الميدان بدل الصراخ العبثي....
تقدم الصفوف إن رغبت ولتكن أنت الشهيد الاول لعل العالم يهب معنا ويخلصنا من السلطة
ولنسلم مفاتيح الوطن ليوسي بيلين....!!
فيا قديس...لا يصلح الحال إلا بصلاح الرجال ...
قم بواجبك الإنساني بنشر ثقافة المحبة والإصلاح
فشعبنا يحتاج الى إعادة لثقافة الإصلاح
والإصلاح يبدأ بالنفس
بقلم/ منذر ارشيد