لقاء نتنياهو وبوتين تركز على ثلاثة محاور

كشف دبلوماسي روسي عن ثلاثة محاور رئيسية شغلت حيزاً أساسياً من لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو امس الخميس.

وقال الدبلوماسي الروسي لصحيفة "الحياة" اللندنية إن اللقاء تركز على ثلاثة محاور: أولها هضبة الجولان حيث قال نتنياهو إن الوجود الإسرائيلي فيها غير قابل للنقاش. ووفق المصدر، فان نتنياهو طلب من بوتين ضمانات كافية بعدم السماح بتحرك مجموعات مسلحة موالية لطهران في المناطق الحدودية، وان الطرفين مهدا للزيارة بالاتفاق على آليات مشتركة للرصد والمراقبة.

ويتعلق المحور الثاني بضمانات تطلبها إسرائيل في مرحلة ما بعد التسوية في سوريا، وأبرز عناصرها منع الإيرانيين من تعزيز تواجدهم هناك. ولفت المصدر الروسي إلى أن هذا الملف يشكل حساسية خاصة لموسكو التي تربطها بإيران علاقات شراكة وتعاون ميدانية خلال المرحلة الراهنة.

وركز المحور الثالث على الدور الذي يُمكن ان تقوم به مراكز الضغط اليهودية في الولايات المتحدة، لتخفيف الضغوط الممارسة على موسكو، ومحاولة رفع أو تقليص العقوبات الغربية المفروضة عليها.

وعاد رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الليلة الماضية الى تل ابيب من موسكو حيث اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلن أوفير غندلمان المتحدث باسم نتنياهو أنه "لن تكون هناك أي قيود على العمل العسكري الاسرائيلي في سوريا"!

وأكد غيندلمان في تصريح تلفزيوني أن إسرائيل ستعمل كل ما هو ضروري لأجل منع تنظيم حزب الله اللبناني من الحصول على أسلحة استراتيجية من ايران، وشدد على أن اسرائيل ترفض أي وجود ايراني قرب حدودها في الجانب السوري.

وبينما كان نتنياهو قد أكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الى موسكو امس الخميس بأن إسرائيل تعتبر ايران التهديد المركزي على الشرق الاوسط، وقال "الانتصار على إرهاب داعش لا يمكن أن يؤدي لتصعيد ارهاب ايران. لا نستبدل الارهاب بالارهاب"، أكد غندلمان الأمر ذاته، معتبرا أن "اسرائيل ستواصل عملياتها من أجل إحباط كل المحاولات الايرانية لتحويل صواريخ استراتيجية الى حزب الله".

وقال غندلمان إن الملف المركزي الذي طرح خلال لقاء نتنياهو ببوتين، هو  التواجد الايراني الكثيف في سوريا. وأشار الى أن "المحادثات دارت عن المحاولات الايرانية المتكررة لنقل أسلحة  استراتيجية ومتطورة لأيدي تنظيم حزب الله في لبنان وتعزيزه عسكريا وميدانيا، لذلك أوضحنا للطرف الروسي وهو اللاعب الأكبر في سوريا بأن اسرائيل لن تقبل بذلك ولن تقبل تواجدا ايرانيا في سوريا بعد التوصل الى تسوية معينة للأزمة السورية".

وأوضح أن بوتين لم يتفاجئ بطرح نتنياهو مسألة هضبة الجولان ومطالبته بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية عليها، مؤكدا " الجولان يجب أن يبقى اسرائيليا وخارج سياق أي بحث عن تسوية محتملة في سوريا". وكان نتنياهو طالب بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي.

وقال غندلمان أن اسرائيل تواجه صنفين من "الارهاب": "الارهاب السني بقيادة داعش والقاعدة، والارهاب الشيعي تقوده ايران وحزب الله. بالنسبة لنا لا فرق بينهما، الهدف المعلن في نهاية المطاف هو الاستيلاء على العالم وتدمير اسرائيل عبر ذلك".حسب قوله

وتابع "أوضحنا أنه لا يمكن استبدال الارهاب السني بارهاب شيعي، وعلى العالم أن يدرك أن هذا الخطر يتعرض للعالم أجمع وليس اسرائيل فقط. والدول العربية تعلم ذلك".كما قال

وأكد أن اسرائيل ستحافظ على أمنها، ولن تسمح "بتحويل الأراضي السورية الى منصة لاطلاق الصواريخ علينا. ولن نسمح بتحويل صواريخ ايرانية الى حزب الله في لبنان"!

ولا تزال اسرائيل وسوريا رسميا في حالة حرب. ومنذ حرب حزيران/ يونيو 1967 تحتل إسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان (شمال شرق) ولم تعترف المجموعة الدولية بضمها الى "السيادة الإسرائيلية" الذي تم من خلال سن قانون في 1981 فيما تبقى حوالي 510 كلم مربع تحت السيطرة السورية.

وخط وقف إطلاق النار في الجولان كان يعتبر هادئا نسبيا في السنوات الماضية لكن الوضع توتر مع الحرب في سوريا التي اندلعت في 2011.

وتنسب تقارير أجنبية لإسرائيل تنفيذ ضربات وغارات جوية في دول عربية مجاورة بينها سوريا والتي استهدفت فيها قوافل أسلحة لتنظيم حزب الله في منطقة القلمون غرب سوريا، وكذلك في الجانب السوري لهضبة الجولان.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -