تحولت من نسبة استثنائية عارضة و "مقبولة كما في كل الدول" إلى حالة دائمة ومتزايدة وخطيرة، وذلك بفضل الاستهتار الطبي والتسيب وعدم محاسبة المخطئين.
سألت مسئول قبل أسابيع، لماذا لا تحاسبوا من ثبت خطأهم أو تقصيرهم؟
رد: إننا نحاسبهم ونفصلهم، لكن لا نعلن ذلك في العلن والصحف.
وأنا أعود لأقول، طالما تفصلوهم لماذا نراهم يمارسوا مهامهم في اليوم التالي لموت الحالة ويستمرون ويقتلون آخرين؟ يا رجل انا اقول لك: افضحهم وأعلن أسمائهم، ولنضحي بثلاثة أطباء وبسمعتهم من اجل ان يعيش الشعب!!
هذه ظاهرة خطيرة تتحمل مسئوليتها وزارة الصحة بغزة وحماس.
لا تقولوا لي هناك نقص إمكانيات. وحصار ومؤامرة..
لان من يموتوا يموتون بسبب الاستهتار وجرعات زائدة او استهتار في التشخيص الخ...
وليس لهذا علاقة بنقص إمكانيات. بل له علاقة بالأداء. Performance
ان مبعث اهتمامي وكتاباتي هذه ان (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)، واننا مسئولون كنخب وكأصحاب قلم عن صمتنا في مثل هكذا قضايا. فمن لهؤلاء الضحايا من الأطفال صغار السن؟
ومن يقول بان "هذه إرادة الله"وانتهى"الأجل".. أقول له فعلا . إن الله عرف مسبقا بان هناك طبيبا او ممرضا فاشلا سوف يرتكب خطأ طبيا مميتاً او يستهتر بالحالة، فكتب في علم غيبه هذا القضاء والقدر. الذي في النهاية نرضى به مؤمنين بان هذا المظلوم مات بسبب هذا الخطأ الطبي سوف يعوضه الله خيرا في جناته العلا..
الكثير قضوا نحبهم بسبب الإهمال وسوء التقدير أو ضعف الكفاءة لدى الطاقم الطبي.
هذه مواضيع لا تخضع لا للمجاملة او المحاباة. رغم محبتي وتقديري لكثير من الأصدقاء الأطباء والعاملين بالمستشفيات في غزة..
ألا من وقفة جادة حقيقية ؟ ألا من محاسبة؟؟ ألا من موقف حازم؟؟ ألا من بيان توضيحي يبين اعتراف بالخطأ ؟ لان الاعتراف بالخطأ مقدمة الإصلاح الحقيقي الذي نرجوه وننشده..
فكفى، ولا تفجعوا قلوبنا بسماع أخبار فقد عزيز وموت الكثيرين من صغارنا وأمهات أطفالنا وأقربائنا وأهلينا.
فهمي شراب