افتتاح أعمال مؤتمر التنقل الحضري في نابلس

افتتحت في مدينة نابلس، اليوم السبت، أعمال مؤتمر التنقل الحضري، الذي يعقد بالتعاون بين بلدية نابلس، ومنظمة المدن المتحدة "UCLG-MEWA" ومقرها إسطنبول، وبمشاركة اكثر من 35 بلدية تركية، اضافة الى عدد من البلديات والمؤسسات الفلسطينية.

حضر الافتتاح وزير الحكم المحلي حسين الاعرج، ورئيس بلدية نابلس وزير النقل والمواصلات سميح طبيلة، والقنصل العام التركي جوركان ترك اوغلو، والأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والحكم المحلي بفرع الشرق الاوسط وغرب آسيا محمد دومان، وممثل اتحاد البلديات التركي رجب شاهين، ومدير شركة "IETT" للنقل والمواصلات عارف ايمسن، ورئيس الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، رئيس بلدية رام الله موسى حديد.

وقال الأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والحكم المحلي بفرع الشرق الاوسط وغرب آسيا محمد دومان، "ان هذا الاجتماع بفلسطين جاء في ظل مرحلة صعبة، وهناك عدد من المشاركين لم يتمكنوا من الوصول، الا اننا وصلنا لهذه المرحلة ونريد ان نضع الخطوط العريضة لهذه الاجتماع".

واشار الى اهمية التعاون بين تركيا وفلسطين من اجل وضع خارطة طريق ورفع مستوى التنمية، والتعاون في التخطيط للتنقل الجماعي والمرور.

بدوره، قال طبيلة "ان هذا اللقاء تاريخي، حيث يضم اجتماع المكتب التنفيذي ولجنة التنقل الحضري التابعين لمنظمة المدن المتحدة والحكم المحلي في الشرق الاوسط وغرب آسيا، تلك المؤسسة العريقة التي نفخر بعضويتنا فيها وكوننا رئيسا مشاركا في لجنة التخطيط الحضري، ونعتبرها منصة هامة لتبادل الخبرات والافكار مع اعضائها من هيئات الحكم المحلي من مختلف مدن العالم".

واضاف "خلال العقود الماضية برزت اهمية الدور الذي تلعبه هيئات الحكم المحلي كسند قوي وفعال للحكومات المركزية، وشريك اساسي في رسم الاستراتيجيات التنموية وتنفيذها على الصعيد المحلي بالتناغم مع الاهداف الوطنية العليا، الامر الذي فرض على هذه الهيئات تحديات كبيرة تتمثل في اللحاق بركب التقدم والتطور، والحفاظ على التنمية المستدامة، والوقوف على احتياجات المجتمعات المحلية وتلبيتها، والعمل في بيئة قد لا تكون مثالية في كثير من الاحيان، خاصة في ظل النقص المتزايد في الموارد المالية المتاحة وما يرافقه من تغير في الاولويات".

واكد طبيلة ان التحديات عززت القناعات بضرورة العمل بطريقة خلاقة ومبدعة، والدفع من اجل تعزيز الاستفادة من الموارد البشرية والمالية المتاحة الى اقصى حد ممكن، مشيرا الى ان مؤتمر اليوم يدل على اصرار الجميع من اجل مواصلة النجاح والمشوار.

وبين طبيلة، ان قضايا التغير المناخي وموجات الهجرة الانسانية التي تعتبر الاضخم منذ عقود طويلة، والازمات المالية المتعاقبة التي يشهدها العالم اليوم، والحروب البشعة التي تجتاح المنطقة، خلقت آثارا كبيرة على مختلف البلدان، وكرست حقيقة ان العمل الجماعي هو خير السبل لحل مشاكل العالم، موضحا انه لا يمكن لأي من البلدان او الهيئات المحلية ان تحل اي من مشاكلها او ازماتها بمعزل عن الآخرين.

بدوره، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، موسى حديد، "انه في خضم الاحداث التي تعصف بفلسطين كل يوم وكل لحظة بفعل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال، ما زالت هيئات الحكم المحلي تواجه التحديات لتقدم لأبناء شعبنا الخدمات التي تعزز من صمودهم وثباتهم على ارضهم، بالرغم من محدودية الموارد المالية والوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه فلسطين على كافة المستويات بعقل الحصار المفروض علينا".

واضاف "بالرغم من عدم قدرتنا على التحكم بمواردنا الطبيعية التي ما زالت تحت سيطرة الاحتلال كونها تقع في غالبيتها في مناطق تصنف "ج"، بما تحويه هذه المناطق من موارد اساسية كالماء والأراضي الزراعية الخصبة ومساحات التمدد والتوسع لتجمعات السكانية التي من دونها يستحيل على مؤسساتنا بشكل عام والهيئات المحلية تقديم خدماتها الاساسية بشكل نوعي".

واكد حديد تصميم الجميع على البقاء والبناء والابتكار ومواجهة المستحيل لخلق واقع افضل لأبناء الشعب الفلسطيني، للبقاء على مقربة من التطور السريع الذي يشهده العالم وجسر الهوة التي يسعى الاحتلال الى تعميها بين فلسطين ومحيطها.

وبين ان هذه اللقاءات والمؤتمرات والعلاقات التي يسعى الجميع لتطويرها ما هي الا وسيلة ومنصة لمساعدة الفلسطينيين في ايصال صوتهم، صوت الحق في وجه قوى الظلام من جانب، والاستفادة من الخبرات في العديد من المجالات من جانب اخر، في مجال التخطيط الاستراتيجي والحضري للمدن حتى تتمكن من التغلب على التحديات الصعبة.

واشار الى ان الهيئات المحلية بفلسطين تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تبني سياسات وتوجيهات واضحة لتكون شريكا فاعلا ورئيسا في خطة التنمية الاقتصادية الشاملة، جنبا الى جنب مع القطاع الخاص الوطني الذي يشكل ركيزة حقيقة في الاقتصاد.

وقال حديد "هيئاتنا تستعد لانتخابات حرة على الرغم من عقبات كثيرة يضعها الاحتلال وغيره في عجلة الديمقراطية الفلسطينية التي نؤمن بها كوسيلة لتداول السلطة وضخ الدماء الجديدة في مؤسساتنا، لبناء دولة قادرة على خدمة ابنائها ودحر الاحتلال عن ارض تحلم بالحرية".

من جانبه، قال القنصل العام التركي جوركان ترك اوغلو، "ان اجتماع اليوم هو فرصة لإدارات الحكم المحلي في فلسطين في مرحلة الانشاء والتقدم لما لها من دور كبير، ونحن سوف نساعد على رفع مستوى التمدن الحضري".

وأكد اهمية تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب جميع الاطراف خاصة في جميع مراحل والتطور للوصول الى افراد الشعب".

وتحدث اوغلو عن العلاقة بين تركيا وفلسطين وما تربطهما، معربا عن امله بأن يتحقق السلام في المنطقة.

من جانبه اكد وزير الحكم المحلي حسين الاعرج، اجراء الانتخابات للهيئات المحلية في موعدها الثالث عشر من ايار المقبل، ولا يحق لأي فصيل او جهة منعها كون ذلك يعتبر جريمة بحق المواطن ويجب على الكل الزام هذه الجهات لأجراء الانتخابات. وقال لن نسمح لأية جهة مصادرة القرار الفلسطيني الحر".

واشار الى ان الهيئات المحلية لها تاريخ عريق بفلسطين منذ تأسيس اول بلدية بالقدس عام 1887، رغم الظروف السياسية التي مرت بها البلاد.

وأكد الاعرج انه لا يمكن لاحد تجاوز السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير التي تعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، موضحا ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب هاتف الرئيس محمود عباس ودعاه لاجتماع في الابيض.

واضاف "ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط منوط بعملية السلم في فلسطين كونها بوابة السلام".

واوضح الاعرج انه في العام 1994 عقب قيام السلطة الوطنية قامت بدراسة لواقع الهيئات المحلية، والتي تبين منها ان ما يقارب 95% ليس لديها شركات خاصة مثل الكهرباء والماء.

وقال "ان اساس بناء الدولة هو الهيئات والحكم المحلي، وكنا ثاني دولة عربية اسست اتحاد البلديات في العام 1996 كي يأخذ الاتحاد بيد كافة الهيئات المحلية، وثم جرى تأسيس صندوق اقراض البلديات".

واضاف "نريد التفكير بإبداع وايجاد شراكات حقيقة مع القطاع الخاص، وعلى البلديات الاستثمار في تقديم الخدمة للمواطن وتغير في النظم المحلية وكل ذلك يأتي بالإرادة والطاقات في ظل وجود الارادة السياسية التي تدعم ذلك".

يذكر ان المؤتمر يعقد على مدار يومين وبمشاركة عدد من البلديات التركية، اضافة الى عدد من البلديات والمؤسسات الفلسطينية.

المصدر: نابلس – وكالة قدس نت للأنباء -