عندما يكون هناك ربان للسفينة ولهذه السفينة قانون، فأنتم لستم احراراً حينما تكون السفينة عرضةً للغرق، فحريتكم مرهونة بحياة من حولكم.فالحرية لا تعني ان نسبب الضرر لا نفسنا أو لغيرنا، الحرية لا تعني ان نخالف القانون، الحرية لا تعني ان نسرق أو نقتل بداعي الحرية، الحرية لا تعني التسيب والانحلال، الحرية هي وسيلة التواصل مع المجتمع، وهي بمثابة النقاط على الحروف والتي تساعدنا على المضي قدماً في قراءة الحياة، وكل نقطة ليست في محلها ستغير معنى الحياة.
يبدو ان البعض قد تمادى في استعمال الحرية إلى الحد الذي أصبحنا نشاهد فوضى والتي قد تقود نهايتها الى خراب ودمار على الوطن والمواطن لان الحرية لا تحميها إلا المسؤولية .
والالتزام بالمسؤولية يعتبر ضرورة وطنيه للدولة والمجتمع ومن يريد أن ينعم بالحرية في السلطة والمجتمع فعليه ان يلتزم بالمسؤولية الصارمة وإلا فان الفوضى قد تكون قادمة وهذا ما يتمناه البعض لتمرير مخططات عجزوا عنها .
للحرية حدود واضحة المعالم ويجب ان تكون خاضعة للقوانين والانظمه وليس الخروج عنها حتى نصل الى ما يسمى بشريعة الغاب القوي يأكل الضعيف والتهديد المستمر للدولة .
والمصيبة الكبرى قيام بعض الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني المتربصين لأي خطأ غير مقصود تقع بها الحكومة لشن هجومها الكاسح واتهام الحكومة بممارسة القمع والإرهاب على المواطنين تنفيذا لأجنداتهم الخاصة.
بين الحرية والفوضى شعره اسمها المسؤولية وكل حرية بلا مسؤولية تنقلب الى فوضى والحرية تبني والفوضى تهدم ولابد للمواطن إن يصون بلدة ويحافظ عليها ولا يفرط فيها لكي تترسخ وتستمر والضمانة الوحيدة لدوام الحرية هي المسؤولية فإذا حرص المواطن أي مواطن على ان يمارس حريته بمسؤوليه وفق القانون فسوف يعيش في أمان واستقرار وسلام أما إذا استغل حريته وحولها الى فوضى فسوف يفقد حريته ويدمر حياته.
وليعلم الجميع كلنا في مركب واحد إذا غرق المركب غرق الجميع .وسيسجل التاريخ بأننا إخوة اختلفنا فهدمنا بيتنا فوق رؤوسنا بأيدينا... واكتفي بهذا القدر
بقلم/ د. هشام ابويونس