"بشيرة " ماركة مشغولات يدوية تطمح لبلوغ العالمية

لم تتصور بشيرة شعت أن هوايتها ستكون يومًا ما بوابة انطلاقتها نحو العمل الحر، كمصممة مشغولات يدوية لحفلات الأعراس، والتخرج، والأعياد، وغيرها من المناسبات الجميلة في حياة الناس.

 فرغم انغماس "بشيرة" في مجال التدريس لسنوات عديدة في دولة الإمارات العربية، إلا أنها عادت لتجد نفسها أسيرة مرة أخرى لهوايتها التي عشقتها منذ سنوات الطفولة، حيث اعتادت في تلك السنوات من عمرها صناعة الـ"الفيونكات" والألعاب للأطفال.

"بشيرة" بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، توجهت لدراسة اللغة العربية، نزولاً عند رغبة والدها، الذي كان يرى في ذلك المجال فرصة لها للحصول على وظيفة في مجال التعليم، على عكس خريجي كليات الفنون والاقتصاد المنزلي الذين يعانون من شح فرص العمل، في ذلك الوقت.

وفي لقاء جمع فريق "دعم المرأة" بالمصممة "بشيرة شعت" في محلها الذي افتتحته مؤخراً وسط شارع "السيقلي" بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تحدثت بإسهاب عن رحلة حياتها بعد تخرجها، حيث حظيت بفرصة عمل كمدرسة للغة العربية بدولة الإمارات العربية، ثم عادت لقطاع غزة، لتجد أفاق العمل شبه معدومة بسبب تكدس أعداد الخريجين وانسداد أفاق العمل، فعملت على فتح مكتب للاتصالات، وبيع الإكسسوار لطالبات الجامعات أمام مبنى كلية مجتمع الأقصى.

وقالت شعت :"خلال فترة تواجدي في مكتب الاتصالات، كنت استغل فترة ركود الحركة بصناعة بعض المشغولات اليدوية بهدف تزيين المحل وجذب الزبائن، فتفاجئت بإقبال كبير من الطلبة على شراء مشغولاتي اليدّوية، بل والطلب مني صناعة بعض المشغولات الخاصة لحفلات تخرجهم وأعيادهم وصولاً لأعراسهم..." مؤكدةً أنها لم تتصور هذا الإقبال الكبير، الذي تجاوز فيه بيع المشغولات أضعاف ما يدخل المكتب إليها من عائد مادي.

وأكملت حديثها قائلةً :" انخراطي في عمل المشغولات اليدوية كان يشعرني بالسعادة رغم ما ألاقيه من تعب، وتركيز، وانشغال لساعات طويلة، كوني أمارس هوايتي التي عشقتها منذ كنت طفلة صغيرة، فكلما كنت أرى السعادة والانبهار في عيون زبائني، كنت أتشجع لبذل المزيد من المجهود لأقدم الأفضل". مبينةً أنها سافرت لعدة دول لأخذ دورات في بعض المشغولات، كدورة صناعة "السيراميك" في المملكة الأردنية و"الخيوط المعلقة"، إلى جانب قراءة كتب التصميم، ومتابعة كل ما هو جديد على صفحات الــ" يوتيوب".

نجاح "بشيرة" في صناعة المشغولات اليدوية، وانتشار اسمها لدى أوساط العديد من عشاق المشغولات اليدوية خاصة النساء، كـ "ماركة"، دفع بعض الجامعات والكليات كالجامعة الإسلامية وكلية المجتمع، إلى دعوتها لإعطاء دورات خاصة بالمشغولات اليدوية لطالبات، مؤكدةً أنها أعطت عدة دورات في مجال المشغولات اليدوية، لكنها لا ترغب بالعودة لمجال التدريس، مفضلةً الانطلاق في فضاء العمل الحر أفضل لها لتحقيق حلمًا بأن تكون سيدة أعمال فلسطينية.

وشاركت بشيرة في العديد من المعارض الشبابية وحظيت منتجاتها بإعجاب الزائرين، وتأمل بشيرة أن تحظى منتجاتها بدعم المؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة والتراث الفلسطيني، كي يتم عرض منتجاتها في المعارض الدولية والعربية.

عن الزبائن الذين يقبلون على شراء منتجاتها، بينت شعت أن زبائنها من جميع طبقات المجتمع، موضحةً أنها بسبب  الظروف الاقتصادية الصعبة تعمد على صناعة المشغولات اليدوية المختلفة لتناسب إمكانيات الجميع.

طموح بشيرة شعت لا يقتصر عند صناعة المشغولات اليدوية، وتزيين صالات الأفراح والأعياد وحفلات التخرج، بل أنها تطمح بأن تصنع عالمًا خاصًا بالنساء وسط غابة من العادات والتقاليد والممنوعات، مؤكدةً أنها افتتحت قسم خاص "للكوافير"، وأخر لتأجير بدل العرائس، ومختلف المناسبات، وبصدد افتتاح مكتب سيارات سائقيه "نساء"، سيتم اختيارهن وفق معايير خاصة، إلى جانب تأهيلهم مهنيًا وجسدياً لمواجهة أي خطر يتعرضون له خلال ممارستهم لتلك المهنة.

"بشيرة" اسم يحمل في طياته البشر والسعادة، فهل سيكون لـ "بشيرة" نصيب منه، وتصبح سيدة أعمال فلسطينية يشار لها بالبنان.