رسالة مفتوحة لمسئولي أسر شهداء فلسطين

بقلم: فهمي شراب

الأخت انتصار الوزير رئيس مؤسسة رعاية اسر الشهداء والجرحى.

الأخ محمد النحال مدير مؤسسة اسر الشهداء وعضو مجلس الثوري.

**********

الشواهد الأخيرة  تنبئني بان مكيدة ضد اسر الشهداء دبرت بليل، ومؤامرة نسجت خيوطها من خلف ظهر الشعب، ويتم تنفيذها تدريجيا تجاه اسر الشهداء في فلسطين. وبان الغرب يحاول تشويه صورة اسر الشهداء باعتبارهم جزء من الإرهاب الذي يجب وقف  دعمه وتجفيف منابعه ومحاربة ثقافته!!  وبدأنا نشهد بداية مسلسل قطع رواتب اسر الشهداء مؤخرا.  وعدم صرف مخصصات لهم خوفا من وقف الدعم الكلي للسلطة.. وخوفا على رواتب الأحياء!!

وهذه مؤشرات خطيرة إذا استمر موقفنا بهذه الهزالة والعجز والتسليم والخضوع!!...  فنحن بهكذا طريقة نترك الحصان وحيدا. ونتخلى عن ثابت أساسي من ثوابتنا الوطنية الفلسطينية، وعن "رأس حربة" مشروع التحرر الوطني، ونتآمر على أنفسنا ونطفئ نيران ثورتنا ونكفن بأيدينا آخر شكل من أشكال الكفاح المسلح.! إنها مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني!!

قبل عامين استبدلت القيادة مسمى "وزارة الأسرى والمحررين" إلى "هيئة شؤون الأسرى"! وذلك خضوعا ونزولا عند رغبة الولايات المتحدة. فلأي تنازل يجب ان نمهد أنفسها في قادم الأيام؟؟؟

فما كان موقفكم؟ هل من صوت ممانع؟ معارض؟ يحتج على هذه السياسات؟؟

مضى وقت على الوعود التي قطعتموها بصرف مخصصات اسر شهداء غزة في عدوان 2014؟؟ إلى أي مدى تريدون اسر الشهداء وأبنائهم أن يصبروا؟؟؟

لو تم تجميد راتب أحدكم لشهر او لشهرين لملئ الدنيا صراخا و اعتراضا. فما بالكم بأسر وأهالي  الشهداء الذين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض وفي أفضل أحوالهم يبيتون في الخيم؟؟ هؤلاء لم يتلقوا أي مخصصات منذ 3 أعوام؟؟ ومنذ عام 2012؟ وبعض اسر شهداء عام 2008؟ جيوبهم فارغة، لا يملكون إلا كرامة وعزة نفس بقايا ذكريات مجيدة..

هل اسر الشهداء الحلقة الأضعف؟  هل تريدونهم  أن يصبحوا متسولين؟ لا أب لهم ولا غطاء ولا سند؟ أين دور الدولة؟ ومنظمة التحرير؟؟ والسلطة؟ ودولة فلسطين ؟؟ بالله عليكم ضعوا اسر الشهداء وذويهم في مرتبة برنامج "أراب ايدول" واعتبروهم نخبة فنانين ومطربين، وأعيروهم بعض اهتمامكم الكريم.

إذا كان وجودك صوري "شكلي".. فانه يضر بمصلحة اسر الشهداء لأنه يسرق وقتهم وأعمارهم. لان هذه الأسر تحتاج إلى مواقف رجولية قوية تعبر عنها. فلو قدمتم استقالتكم ستكون رسالة قوية للقيادة.. وسيعمل لها ألف حساب. وستحصلون على احترام كل الشعب.

ثوروا . اعترضوا.  وارموا في وجوههم الامتيازات والحصانات وبطاقات الــ VIP . صمتكم الدائم جزء من الأزمة ويزيد من تفاقمها. أبناء وبنات وأطفال اسر الشهداء ينزفون في صمت ويلوكون الصخر خبزا..

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

بقلم/ فهمي شراب