قلنا سابقا حقيقة يجب ان يحفظها شعبنا عن ظهر قلب،الا وهي ان كلا من الاستعمارين البريطاني والفرنسي منح "رؤساء" سلطات يفترض انها سلطات "حكم ذاتي خدماتي محدودة"في افريقيا القابا بمرتبة "رؤساء" وكان يستقبل هؤلاء" الرؤساء في كل من "10 داوننغ ستريت" وفي قصر "الاليزيه" وكان "يُبلع" هؤلاء "الرؤساء" انهم رؤسا ليقوموا بقمع شعوبهم نيابة عن الاستعمار، ليتمكن الاستعمارين المذكورين من نهب ثروات البلاد.
هنا في فلسطين يُبلعنا الغرب نفس الطعم المسموم اذ يعتبر الأخ ابو مازن "رئيسا" لما تبقى من فلسطين،وبالمقابل تقوم اسرائيل بمصادرة الأرض،وقتل الشعب والتنكيل به واذلاله،وبالمقز
ابل يستقبل الأخ ابومازن في "10 داوننغ ستريت"وعلى درجات قصر الاليزيه استقبال الرؤساء.
عودة على ذي بدء.
العودة الى "مكالمة رفع العتب" وحيثياتها فهي مكالمة متفق عليها من قبل الثلاثي "ترامب عبد الله الثاني ونتنياهو"قبيل مؤتمر القمة "العربي" في العاصمة الاردنية اواخر الشهر الحالي لحث رئيس السلطة على العودة الى المفاوضات برعاية امريكية اردنية بسقف زمني محدد لكن بدون ضمانات امريكية، وبدون فرض حلولا على الطرفين والهدف منها التغطية على التالي:
.
-تشكيل فريق عمل مشترك امريكي-اسرائيلي "للبناء في المستوطنات"-
-تشكيل فريق عمل امريكي اسرائيلي "لنقل السفارة الأمريكية الى القدس بسلاسة"
مقابل:
-تعهد من قبل رئيس السلطة بوقف التحريض
-وكذلك تعهده بعدم التوجه الى المؤسسات الدولية.
ان "رؤية ترامب" لحل الصراع مقرؤة مسبقا من قبل المتتبع لعدم واقعية وجدية تصريحاته، التي حملها مبعوثه الى "القيادة الفلسطينية، مبعوثه"جيسون غرينبلت" الى السلطة الفلسطينية.
-"ترامب يريد ان يرى السعادة على وجوه الطرفين،من خلال تعميق التنسيق الأمني مابين الطرفين من خلال دعم اجهزة الامن الفلسطينية،لقمع اي تحريض ضد الاحتلال الاسرائيلي"
-نقل رسالة مباشرة وصريحة لابي مازن مفادها عدم اكتراث "ترامب" مطلقا لغضب الرأي العام الفلسطيني،فالسلطة هي المكلفه بقمع وامتصاص ذلك،وافهامه ايضا ان دعوته له للبيت الابيض تعتبر "منة" منه قبيل قمة عمان للموافقة على قرارات القمة:اي عليك ان تنصاع لرؤيتي لحل الصراع مع اسرائيل"
عدم التطرق لزيارة رئيس المخابرات العامة "ماجد فرج" مبعوث رئيس السلطة،والتي تؤكد على عمق التنسيق الأمني مع اسرائيل برعاية امريكية"CIA" اذا تعتبر امريكا ذلك واجبا من خلال الدعم المالي لاجهزة السلطة الامنية،وافهام رئيس السلطة ان المسار الأمني اصبح موازيا للمسار السياسي.
" كذلك يريد ترامب سماع مالم يسمعه من نتنياهو، بلسان رئيس السلطة شخصيا".
اما "وعود ترامب" بالتزامه "بالسلام مابين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمتمثلة بجلب الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات والتزامه كذلك بحل الدولتين هي وعودا لاقيمة سياسية لها ،وعود ادبية غير ملزمه له مطلقا،ومثل وعود اسلافه من الرؤساء الأمريكيين،تنتهي عندما تنتهي ولايتهم.
"رؤية ووعود ترامب" وهمية لاتسمن ولا تغني من جوع،الا اللهم ستمكن الأخ ابو مازن من اكمال دورته الرابعة حول العالم،وستمكن كذلك كل من "نبيل ابو ردينه" و"صائب عريقات" من بيع "رؤية ووعود" وهمية للفلسطينيين،تتمكن اسرائيل في ظل تلك المفاوضات من فرض وقائع على الأرض تعمق الاحتلال والاستيطان،ومحاولة ردع وكسر ارادة الفلسطينيين.
بقلم/ يوسف شرقاوي