الأب مانويل مسلم راعي الكنيسة اللاتينية وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات ، وعقب نبأ استشهاد المثقف المقاوم الشهيد باسل الأعرج ، وعلى جرأته المعهودة صرح قائلاً :- " يجب على جميع الفلسطينيين ، إما أن يموتوا كرماء شرفاء ، وإما أن يصبحوا عبيداً لإسرائيل . باسل الأعرج ، هذا سقط شهيداً وهو يطلق رصاصه على الجيش الإسرائيلي . من الذي كان يجب أن يحميه ؟ ، ومن الذي كان يجب أن يخفيه ؟ . وتابع كلامه بالقول :- " يا اخوتنا في السلطة الوطنية الفلسطينية ، نحن نرفض التنسيق الأمني من جذوره ، والتعاملات الأمنية مع الإسرائيليين " ، موجهاً نداءً دعا فيه " البدء فوراً في العصيان المدني ، فالشعب يجب أن يأخذ في يده قرار الثورة ، وإن لم يكن هو القوة فنحن سنذهب هباءً في وجه الريح " .
كلام الأب مانويل يتجاوز الموقف إلى توجيه الرسائل وقرع ناقوس الخطر . كيف لا ، والشعب الفلسطيني سئم الانقسام ، لما يتركه من تداعيات على القضية وعناوينها الوطنية . كما رفع الصوت ولا يزال مطالباً بوقف التنسيق الأمني الذي يجد فيه الاحتلال ضالته المنشودة في قمع الانتفاضة واغتيال واعتقال نشطائها ، والتنكيل بعائلاتهم وأسرهم . وما دعوة الأب مسلم إلى العصيان المدني ، إلاّ تعبير عن حالة السخط التي وصل إليها الجمهور الفلسطيني ونخبه من جرائم الاستيطان وتجرأه على الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم وأرضهم وحقوقهم ، في الوقت الذي تقف فيه السلطة بأدواتها عاجزة عن مغادرة حالة التردد والتخبط وعدم القدرة على حماية شعبنا وحقوقه .
المواقف الوطنية للأب مسلم نابعة من إحساس عالٍ بالمسؤولية لِمَ يضطلع به من دور متميز في الدفاع العنيد عن حقوق شعبنا التاريخية الغير قابلة للتفريط . وفي رده على انتقادات ميشيل صباح بطريرك الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية ، إنما يدعو إلى عدم الحيادية في القضايا الوطنية ، حين رد قائلاً : " إن لم يتحرك رجال الدين المسيحي أمثالنا والمطران عطا الله حنا مع المسيحيين ، فسيظن الغير أننا حقاً فئة دينية لا وطن لنا . فأمام الإجرام الواقع على شعبي أنا فقدت حق الصمت " . للأب المقاوم مانويل مسلم ترفع القبعات .
بقلم/ رامز مصطفى