انتفاضة القدس ...شعب يقاوم المحتل

بقلم: محمد مصطفي شاهين

·         لقد نجحت انتفاضة القدس في الحفاظ على حضورها وكسب ود وتعاطف أعداد جديدة من مناصري القضية الفلسطينية، ولازالت عمليات انتفاضة القدس تتطور وتظهر حقيقة الصراع مع دولة الاحتلال التي تسيطر على مقدرات وممتلكات الشعب الفلسطيني وتقتل وتعتقل المدنيين الفلسطينيين ضمن سياسة الاحتلال العنصرية المستمرة ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي واحتجاز جثامين الشهداء والمعاملة اللا انسانية التي يتعرض للأسري الفلسطينيين في سجونها في ظل اغفال المجتمع الدولي لدوره في حماية المدنيين الفلسطينيين وحقوقهم.

 

·         دولة الاحتلال وأحزابها ومعها الأجهزة الأمنية تتسابق تنافس فيما بينها لتظهر نفوذها وقوتها امام الجبهة الداخلية و الراي العام  بأنهم يملكون سلطة قمع وتفوق بالقوة والسلاح والنار علي حساب دماء والام ومعاناة المواطنين الفلسطيني وذلك من خلال قمع المدنيين الابرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيهم واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهويد مدينة القدس وبناء المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية وتمرير مشاريع قوانين عنصرية تمس بالأصول الراسخة للشعب الفلسطيني وهويته الاسلامية والعربية ومن هذه القوانين التي عملت دولة الاحتلال علي تمريرها قانون منع الاذان وقانون يهودية الدولة و قانون شرعنة المستوطنات وبذلك  تحاول دولة الاحتلال من خلالها الأحزاب الإرهابية  فيها اظهار نفسها بانها الأكثر ولاء للدولة وتقاليدها العنصرية الاجرامية التوسعية علي حساب الشعب الفلسطيني ،انتفاضة القدس تتألق يوما بعد يوم في اظهار عدالة قضية شعبنا فمن ناحية هي مستمرة في عملياتها الفدائية ومواجهتها للاحتلال واعتداءاته ومن ناحية أخري فان استمرارها وتزايد أنشطتها وفعالياتها بحد ذاته رسالة واضحة لدولة الاحتلال أن الايام القادمة ستجر عليهم مزيدا من الهزائم المؤكدة والخسائر المحققة.

 

·         أبرز عائق يواجه انتفاضة القدس الشعبية هو التنسيق الامني الذي تقوم به الاجهزة الامنية التابعة لسلطة المقاطعة برام الله حيث تعمل على قمع واعتقال المواطنين الفلسطينيين الداعمين لانتفاضة القدس وتلاحق الناشطين في الانتفاضة ولعل أوضح مثال علي مستوي التراجع الاخلاقي والوطني الذي أصبح يمارسه حملة نهج التنسيق الامني محاكمة الشهيد باسل الاعرج و ملاحقته قبل استشهاده هو ورفاقه بتهمة مقاومتهم للاحتلال والاعتداء بالضرب علي والد الشهيد الاعرج والمتظاهرين في الوقفة التضامنية  ضد محاكمته بعد استشهاده  ان تلك صورة مستهجنة من كل فلسطيني يحمل في دماؤه ذرة وطنية ،فالوطنية أفعال بات حملة فكر التنسيق الامني مع الاحتلال بحاجة لإعادة فهمها وفق المعني الحقيقي لها وهو الوقوق ضد الاحتلال والخروج من عباءة الامتيازات "vip"التي اصبحت عنوان  للتواطأ مع سياسات الاحتلال علي حساب شعبنا.

 

·         أظهر تقرير لجنة "أسكوا" الصادر عن لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا تجريم وادانة السياسة التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ووصفها بالعنصرية التي تشبه في ممارساتها نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا  صحيح أن هذا التقرير غير ملزم لدولة الاحتلال ولا يترتب عليه أثر قانوني الا انه دليل جديد على مستوي الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني  ويفضح حقيقة دولة الاحتلال بانها تمارس جريمة الفصل العنصري "الأبارتايد " بأفعالها اللا انسانية من ممارسات العزل والتمييز  والاضطهاد المنظم ضد الشعب الفلسطيني .

·         لقد عمل المنتفضين علي اظهار الوجه الحقيقي للمحتل أمام شعوب العالم في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الاوسط والعالم أحداثا جعلت الاهتمام بالقضية الفلسطينية يتراجع علي مسرح السياسة الدولية ،لقد استطاعت انتفاضة القدس ان تكسب تعاطف واحترام عدد كبير من أحرار العالم فلقد تمكنت شظايا اعتداءات التي يقوم بها الاحتلال علي كسر الصورة الكاذبة التي يرسمها الاعلام الصهيوني في العالم بان دولة الاحتلال هي المظلومة المعتدي عليها ، وكان للإعلام المقاوم دور هام وبارز وسلاح قوي وفي مقاومة الاحتلال وفحضه و ابراز مظلومية الشعب الفلسطيني ومعاناته والامه للعالم .

·         على الرغم من استخدام دولة الاحتلال لترسانة اسلحتها القاتلة الا ان ذلك كله لن يتمكن من هزيمة ارادة الشعب الفلسطيني الذي يمتلك ايمان عظيم بعدالة قضيته ولديه تمسك أسطوري بالدفاع عن وطنه، والشعب الفلسطيني اليوم مستمر في الجهاد والنضال حتى نيل حقوقه الشاملة.

 

بقلم الكاتب: محمد مصطفي شاهين