كلمة حق في عيد ميلاد البطريرك ميشيل صباح

بقلم: حنا عيسى

هو ويسوع المسيح صنوان لا يفترقان: ارتبطا بالناصرة، بيت لحم والقدس، وقفا ضد الظلم، نذرا نفسيهما للإنسانية جمعاء، عَلمّا المحبة والتسامح،

إنه الابن البار لدينه، وطنه وشعبه،

إنه المسيحي الذي قرأ القرآن وعلمه، فأزال الجهل بين ابناء الشعب الواحد مما عزز التسامح والعيش الاسلامي - المسيحي المشترك في فلسطين الحبيبة

إن الكلمات لتعجز عن الإيفاء بحقه،

إنه الناصري، التلحمي، القدسي، العربي، الفلسطيني، المسيحي والإنساني ميشيل صبّاح الذي وُلد في الناصرة في 19 آذار 1933).

بدأ دراسته الكهنوتية في المدرسة البطريركية اللاتينية في بيت جالا في أكتوبر 1949 ، ثم رُسم كاهنا في بطريركية اللاتين في القدس عام 1955.

عمل الاب ميشيل صباح كاهن رعية لبضع سنوات قبل أن يسافر إلى جامعة القديس يوسف في بيروت لدراسة اللغة العربية. بعد دراسته، أصبح مدير مدارس البطريركية اللاتينية وشغل ذلك المنصب حتى حرب حزيران 1967 .

بعد الحرب، انتقل الى جيبوتي وهناك علمّ اللغة العربية والاسلام حتى سنة 1973، ثم توجه الى جامعة السوربون بفرنسا للحصول على درجة الدكتوراة في اللغة العربية. وفي عام 1980، عُيّن رئيساً لجامعة بيت لحم، فأحدث نقلة نوعية في التعليم العالي الفلسطيني. وفي عام 1987، عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني بطريرك القدس للاتين، وبذلك اصبح الفلسطيني الأول الذي يشغل هذا المنصب، وصاحب أعلى درجة كهنوتية كاثوليكية في الأراضي المقدسة – فواصل الدفاع عن شعبه ووطنه في كافة المحافل.

شغل البطريرك ميشيل صباح منذ عام 1999 منصب الرئيس الدولي لمنظمة "سلام المسيح" التي تعنى بتعزيز السلام.

وفي شهر حزيران 2008 صادق البابا بنديكتوس السادس عشر على استقالة البطريرك ميشيل صباح من مهامه في كنيسة القدس للاتين بسبب بلوغه العمر القانوني.

كان البطريرك ميشيل صباح في طليعة المبادرين والموقعين على وثيقة “وقفة حق – كايروس فلسطين” في العام 2009 وهي كلمة الفلسطينيّين المسيحييّن للعالم حول ما يجري في فلسطين من ظلم بحق الفلسطينيين على مرآى ومسمع من العالم، وللمطالبة بتحقيق العدالة والسلام والمصالحة في الأراضي المقدسة، فهي كلمة إيمان ورجاء ومحبة.

في سنة 2009 عيّنه فخامة الرئيس محمود عباس عضواً في مجلس رؤساء الهيئة الإسلامية - المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، ومنذ مطلع العام 2012 حتى الآن أُنتخب الرئيس المسيحي للهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حيث واصل نضاله على اكمل وجه دفاعاً عن المقدسات المسيحية والاسلامية على السواء نحو التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

نتمنى لغبطته موفور الصحة وطول العمر والنجاح المستمر.

بقلم/ د. حنا عيسى