غزة،، ورياح الحرب

بقلم: رضوان أبو جاموس

حادثة القصف المدفعي الصهيوني شرق رفح التي أدت لاستشهد مواطن وإصابة اثنان آخران فجر اليوم الأربعاء، تُنذر بانتهاء فترة الهدوء بين "إسرائيل" وقطاع غزة، التي سادت منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014م.

استشهاد الفتي الفلسطيني يوسف شعبان ابو عاذرة (18)  تُعد بمثابة "تحولاً استراتيجياً" في التعامل بين "إسرائيل" وقطاع غزة، الوضع قابل للاشتعال في كل لحظة، فالجيش يبرر القصف وفق وصف المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية، اوري هيلر الذي اعتبر الحادثة بالخطيرة .

يأتي التصعيد الصهيوني عشية اجراء الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية في منطقة عسقلان ونيتسانيم، لتحسين قدراته القتالية لمواجهة سيناريوهات طوارئ مفاجئة، قد تحدث في لحظة واحدة من الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، والجبهة الجنوبية مع قطاع غزة.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي قد كثف تدريباته مؤخرا في المنطقة الجنوبية وبغلاف غزة وذلك عقب التوتر السائد مع قطاع غزة.

المتابع لسير التطورات يدرك تماماً أن المواجهة المسلحة بين فصائل المقاومة من جهة ودولة الاحتلال من جهة أخرى شبه حتمية ومن المتوقع اندلاعها في أي لحظة، فالتصعيد الصهيوني لا يمكن الصمت عليه مطولا خاصة وأن الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيده" كان قد صرح أن صمت المقاومة لن يطول على اعتداءات الاحتلال وأن القصف سيواجه بالقصف .

هناك أسباب عديدة قد تُعجل باقتراب المواجهة في مقدمتها انتخاب الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " المؤيد لدولة الاحتلال، علاوة على ذلك أن نتنياهو وإتلافه الحاكم مع ليبرمان معرض للانهيار في أي لحظة، إضافة لبعض القضايا المتعلقة بعائلته تسبب له متاعب داخلية وبالتالي فان توجيه أي ضربة خارجية يعمل على تمتين الجبهة الداخلية ووقوف الإسرائيليين خلفه .

وجاءت الأقوال التي صدرت عن رئيس المخابرات الاسرائيلي عن عمليات متوقعة، وتحذيرات رئيس الاستخبارات عما يجري في غزة وخطاب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، لجنوده المتمركزين على حدود قطاع غزة، "استعدوا لأي معركة مفاجئة"، مبقياً على عدد كبير من جنوده على حدود غزة عقب انتهاء مناورات عسكرية تحاكي حرب في غزة بمشاركة ألفين من جنود الاحتياط وعشرات الضباط لتعزيز خيار الحرب.

هذه الوقائع والتحركات الميدانية تدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمور قابلة للانفجار في كل لحظة وما هي الا مسألة توقيت، باعتبار أن التصعيد باتجاه الجبهة الجنوبية "قطاع غزة" أقل الاضرار لجيش الاحتلال الذي يتوجس خشية من اندلاع المواجهة في الجبهة الشمالية "سوريا ولبنان" مع إيران حلفائها .

بقلم/ رضوان أبو جاموس