"شر الناس هو ذلك الذي بفسوقه يضر نفسه والناس"(أرسطو)
الشباب هم قادة ومشاعل التغيير والتطوير وصناع المستقبل المشرق للوطن، والرقم الصعب الذي لا يمكن تجاهله من قبل قيادات الدولة ومنظمات المجتمع ويفوق دورهم في التطوير والتنمية للوطن ومحاربة الفساد الدور الذي يمكن أن تقوم به الأحزاب والتنظيمات السياسية والمؤسسات الرسمية والخاصة ذات العلاقة بهذا الجانب في الدول والمجتمع. وتعتبر فلسطين بشبابها وشيوخها نموذجاً رائعاً في التاخي والتعايش الإسلامي المسيحي، وقفوا جنباً إلى جنب في البناء والتعليم والصحة ... وغيرها من المجالات، وتجدهم يداً واحدة تبطش بكل قوة في وجه الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، فترى المسيحي بصليبه يحرس الأقصى المبارك ويذود عن قبة الصخرة، والمسلم يجلس حارساً على بوابة القيامة حاملاً مفاتيحها ليلاً نهاراً، يرعى شؤونها ويذود عنها...
ويعتبر الشباب الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة ابرز وسائل مكافحة الفساد في فلسطين مهما تعددت اشكال الفساد واختلفت صوره، فالشباب يشكلون الشريحة الأكثر تضرراً ومعاناة من مختلف مظاهر الفساد المالي والإداري في المجتمع، والأكثر تأثراً بمتغيرات وتطورات العصر والأكثر إندفاعاً وحماساً نحو إحداث التغيير والتطوير في المجتمع، بالإضافة إلى كونهم يشكلون النسبة الأكبر بين شرائح المجتمع.
حتى يتمكن الشباب من القيام بدوره في مكافحة الفساد يحتاج إلى توافر مقومات منها:
· ضرورة امتلاك هؤلاء الشباب لقيم وروح الحب والولاء والانتماء للوطن وتغليب مصلحة الوطن وتقدمه ووحدته وأمنه واستقراره على أي مصالح أخرى.
· الرؤية المتعمقة للأحداث والتجارب الأخرى المرتبطة بالتغيير ومحاربة الفساد والاستفادة من ايجابياتها وسلبياتها بعد دراسة دقيقة وتحليل واعي لهذه التجارب ونتائجها.
· ضرورة امتلاك الشباب روح العزيمة والإصرار والحماس على محاربة الفساد في المجتمع مهما كان شكله ومظاهره ومصادره وتوحيد صفوفهم ورؤيتهم وتنسيق جهودهم للإسهام الفعال في تنمية الوطن.
· عمل مختلف الجهات الراعية للشباب والهيئات الشبابية على صناعة برنامج وطني يعمل على تدريب هؤلاء الشباب يضمن في طياته التعريف بماهية الفساد وأشكاله وكشف مواطنه وطرق رصد الفاسدين من خلال المحاضرات والنشاطات اللامنهجية.
· رفع وعي قطاع الشباب حول منظومة الفساد أشكاله، مظاهره، أسبابه، نتائجه وسبل مكافحته والحد منه من خلال تطوير عدد من المواد التثقيفية.
· نشر الوعي المجتمعي ضد ظاهرة الفساد.
بقلم/ حنا عيسى