نميمة البلد: فلسطين على مرمى نظر الزعماء العرب

بقلم: جهاد حرب

تنعقد القمة العربية نهاية هذا الأسبوع في المملكة الأردنية على مشارف الأرض المحتلة بل انها تنعقد على شاطئ البحر الميت المُناظر للشاطئ الفلسطيني لذات البحر. فنظرة خاطفة لأي رئيس عربي حاضرا لأعمال القمة العربية من شرفة غرفته في الفندق يرى على فلسطين بما فيها ارضها وسكانها وربما جنود الاحتلال الإسرائيلي أيضا. ولعل هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها زعماء "الأمة" مجتمعين النظرَ الى فلسطين من مكان قريب بهذه المسافة. ولو أرد أحدهم العوم أو وضع رجله في مياه بحر الميت أو الوصول الى المغطس، مكان تعميد سيدنا المسيح عيسة علسه السلام، للامس المياه الفلسطينية أو شعر بعبق التاريخ وقدسية المكان والمياه التي اغتصبت على يد الاحتلال الإسرائيلي.

قرب انعقاد القمة الجغرافي لا يحدو الامل لدى الفلسطينيين من انتاجات القمة العربية وقراراتها لأدراكهم، اليوم أكثر من ذي قبل، عدم القدرة لدى الزعماء العرب في ظل أوضاع عربية منهارة ودول ممزقة منها ما يحاول استعادة السيادة، ومنها تخوض حربا داخليا للإبقاء على نظام الاستبداد، ومنها تحاول إعادة عجلة الاقتصاد، وأخرى يحارب الإرهاب المنتشر في ارجائها فيما تحول دول أخرى صنع عدو خارجي دون النظر الى إعادة ترتيب أوضاعها الداخلية وفقا لقواعد المواطنة وأسس الشراكة في الوطن.

هذا الامر لا يضع هذا العبء على الزعماء العرب دون الفلسطينيين التائهين في صراعاتهم الداخلية، فهم ليسوا أحسن حالا من أوضاع العرب في دولهم المختلفة بل ربما أسوء؛ فالانقسام نخر عظام الامل، وفشل قيادتهم في احداث تحول حقيقي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أحبط المواطنين؛ حيث يشير آخر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية هذا الشهر أن الجمهور يضع اللوم على قياديه وترى نسبة من (41%) انها تقوم بدور ضعيف ونسبة من 32% بأنها متقاعسة.

كما أن الفلسطينيين ليسوا متفائلين بقرب انهاء الاحتلال ونيل الاستقلال في القريب ليس لأوضاعكم الداخلية فقط بل لخذلان الزعماء العرب لهم أيضا فلا قرارات للقمم العربية نفذت سواء تلك الصادرة لدعم صمودهم في المدينة المقدسة في مواجهة سياسات التهويد الإسرائيلية لها أو مدهم بقوة دفع سياسة باستثمار قوة العرب، ليست العسكرية طبعا، في الضغط على الأطراف الدولية وعلى إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطيني ولإقامة الدولة الفلسطينية؛ فثلث الفلسطينيين يعتقدون ان الاحتلال سيتسمر لخمسين سنة أخرى، وحوالي الثلث الثاني يقولون أن الاحتلال سينتهي بعد خمس أو عشر سنوات أو أكثر، وفقط ربع الفلسطينيين متفائلين بقرب انتهاء الاحتلال الإسرائيلي.

صحيح أن فلسطين على مرمى نظر الزعماء العرب المجتمعين نهاية هذا الأسبوع الا أنها ليست على مرمى حجر.    

 

جهاد حرب