عودنا القائد والمواطن الفلسطيني من مخيم اللاجئين الفلسطينيين بخانيونس والقائد الفتحاوي ان يطلق المبادرات المبادرة تلو الاخرى واينما كانت ازمة وطنية او نكبات فلسطينية بفعل الاحتلال وبفعل الانقسام ، لقد تجاوزت مبادرات دحلان باكثر من اربعة مبادرات تعالج ازمة الوحدة الوطنية وازمة فتح الداخلية والازمات المعيشية التي رافقت ذلك من سوء برنامج وسلوك وممارسة من سلطة رام الله .
وفي هذه الاونة وبعد ساعات معدودة يتعقد مؤتمر القمة العربي على الضفاف الشرقية للبحر الميت وعلى بعد امتار محدودة من فلسطين والاطماع الاسرائيلية تحيط كل الامكنة والمشاريع على الضفاف الغربية لهذا البحر الفلسطيني الذي عمقة ووجوده بعمق التاريخ والحضارة والصراعات على هذا الجزء من الكرة الارضية وعلى بعد مسافة قصيرة من اقدم مدينة في التاريخ مدينة اريحا والغور الفلسطيني الذي يتعرض لأكبر عملية تهويد .
وامام التناقضات الاعلامية والتصريحات التي انطلقت قبل هذه القمة وتصريح الامين العام للجامعة العربية بنية محمود عباس بتقديم مشروع سلام جديد لمؤتمر القمة والتي يخشى الكثيرون بان يقدم فيه عباس مزيدا من التنازلات وتحت شعار السلام خيار استراتيجي ، وبينما قوات الامن تعيد مستوطن من احد ضواحي نابلس لقوات الاحتلال وفي ظل تصفيات ميدانية يقوم بها الاحتلال للشباب الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية ، والمضي قدما في التنسيق الامني ، وما اتخذه وزراء الخارجية العرب من قرار بالاحتفاظ بمبدأ السلام خيار استراتيجي ، ومحاربة الارهاب بكل الوسائل ، انطلقت رسالة دحلان للملوك والرؤساء العرب والتي تحمل مفاهيم متعددة تهم البيت الفلسطيني المشتت والمنقسم والذي يعاني من الفقر والبطالة وتهميش المخيمات وفقدانها للخدمات الاساسية والبنية التحتية تلك المفاهيم التي تحمل معالجات مختلفة حياتية ومعيشية وثقافية وسياسية وصولا الى الوحدة الوطنية المبنية على تجديد الشرعيات الفلسطينية وهذا يعني كما طرحت في مقالتي السابقة ، بان تقوم القمة العربية بأخذ خطوات تنفيذية لأنهاء الانقسام والازمة الفتحاوية وردع التصرفات الغير مسؤلة من الرئيس عباس التي استهدفت قادة وكوادر في فتح وقطع رواتب وملاحقات بما فيها التنسيق الامني الذي اصبح عبء على الشعب الفلسطيني والالتزام بما توصلت له الاطراف من اتفاقيات في القاهرة وبيروت لأنهاء الانقسام الفلسطيني .
رسالة دحلان لمؤتمر القمة وهي من واقع الاحساس العميق لازمات الشعب الفلسطيني الوطنية والمعيشية والتي اتت بالعناصر الاتية :-
1- الشعب الفلسطيني ينتظر من مؤتمر القمة خطوات عملية وتنفيذية وليست بيانات سياسية
2- الارشيف السياسي الفلسطيني لا يحتاج الى مزيد من المبادرات تزيد من حالة التية السياسي
3- المبادرة العربية هي التي اخذت اجماع عربي ودولي تكفي للالتزام بها كمشروع سياسي توافقي بالحد الادنى
4- الاهتمام بالامن الاجتماعي للمواطن الفلسطيني وبالتحديد في القدس وغزة المحاصرة وهي نداء لفك ازمات غزة والقدس وتوفير الدعم اللازم لصمودهما
5- التوجه نحو المخيمات الشتات باعتبارها تمثل رمزية وجوهر القضية الفلسطينية والعمل على انهاء تغييبها والاهتمام بالبنية التحتية المدمرة التي تعاني منها
6- عودة القضية الفلسطينية لعمقها العربي والاهتمام العربي الرسمي والشعبي بها بعد ما قام بتدميره ما يسمى الربيع العربي
7- التركيز على وحدة الشعب الفلسطيني برنامجا وجغرافيا كممر اجباري لتجاوز الازمات وتحديد سقف زمني لتجديد الشرعيات واستنهاضها الرئاسية والتشريعية وباعتبار ان شرعية الرئيس بعد انتهاء فترته الرئاسية ممنوحة من الجامعة العربية وليس الشعب الفلسطيني
هذه رسالة دحلان وان اخذت عدة سطور ولكنها تحمل الكثير في ابجدياتها ..... مع تمنياتنا للقمة العربية وامانتها والرؤساء والملوك العرب بان يعيدو لنا الذاكرة لما فقدته الشعوب العربية والشعب الفلسطيني من مواقف يرتفع فيها الصوت العربي ومن فضاء عربي بعيد عن الاستقطابات الدولية ولكي يعاد للامة امجادها ... وللشعب الفلسطيني عمقه العربي وقضية فلسطين القضية المركزية للامة العربية .
بقلم/ سميح خلف