لفلسطين الأولوية.. ما الجديد الذي ستحمله القمة العربية بالأردن؟

انتهت الاستعدادات لاستضافة القمة العربية "قمة عمان"، في دورتها الـ28 والتي ستعقد غدا الأربعاء بمنطقة البحر الميت، لكن السؤال ما الجديد الذي يمكن أن تحمله هذه القمة، في ظل التحديات التي تواجه القرار العربي وتتحكم في مصيره السياسي عامة والقضية الفلسطينية خاصة .

ويرى العديد من المحللين السياسيين، أن القمة تأتي في حالة عجز تام عن القدرة على حماية الذات والهوية العربية وحماية أراضي العرب من الانتهاك، كون أبرز المحاور المطروحة على القمة: القضية الفلسطينية، الأزمة السورية، الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب.

قمة الأردن واستعادة الموقف العربي

وفيما يتعلق بالأجواء المحيطة "بقمة عمان"، وخاصة على صعيد عملية السلام المتوقفة، وماذا يمكن أن تقدم القمة في ظل التهديدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، وفق تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، إن "قمة عمان" تأتى في ظل حالة هيمنة مخيفة على القرار العربي وثرواته ومسؤولياته السياسية، حالة عجز تام عن القدرة على حماية الذات والهوية العربية وحماية أراضي العرب من الانتهاك الكبير لأيديولوجيات صنعتها قوى أخرى.

وأوضح العقاد، أن قمة الأردن تأتى وقد تضاعفت التحديات وتهددت الأراضي العربية وقضية اللاجئين والقدس في طريق الضياع والنسيان المقصود، بل والدولة الفلسطينية ما عاد يطالب بها أي زعيم عربي أو يضعها من ضمن شروط علاقات العرب مع الأمريكان وإسرائيل وحماية مصالح تلك الدولتين، المبادرة العربية لم تعد موجودة بصيغتها الحالية على مسرح حل النزاع بل وإسرائيل أصبحت الفاعل الكبير في طرح رؤى الاختزال لكل المبادرات والحلول السلمية، ستتكرر القمم السابقة في قمة البحر الميت وسيدعو العرب إسرائيل للتوقف فورا عن ممارساتها الاستيطانية والتهويدية في أراضي العام 1967 والقدس أيضا والقاضية بتدمير حل الدولتين .

وأشار العقاد، إلى أن العرب سوف يؤيدون الجهد الحالي لواشنطن لحل الصراع ويدعوها إلى بذل ضغط حقيقي على إسرائيل للاستجابة للقرارات الشرعية الدولية واحترامها بما فيها قرارا 2334 الذي قال عنه ترامب انه لن يكون قرارا قابل للتطبيق في عهده، نعم سيحذر العرب واشنطن من مغبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وسوف يعلنوا دعم انخراط الفلسطينيين في أي مبادرة أمريكية تسعي لتطبيق حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، نعم سيدعو العرب أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة اتخاذ إجراءات كفيلة بتطبيق قرارا 2334 "المتعلق بوقف الإستيطان" .

حين يدرك العرب مصالحهم

وحول المهام التي تنتظر القمة العربية، وخاصة فيما يتعلق بفلسطين وما هو المطلوب منها، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن قمة عمّان أمامها مهمة تاريخية، تفرض على الزعماء العرب أن لا يتخلفوا عن حضورها أولاً، وأن يراجع كل منهم، تجربة السنوات المنصرمة.

وأضاف عوكل، وحول القضية الفلسطينية تحدث الأمين العام للجامعة العربية عن صياغة فلسطينية جديدة للحل أو الموقف لكنه لم يفصح عن طبيعة هذه الصياغة أو انه لم يتبلغ بها، مثلما هو حالنا نحن الفلسطينيين الذين يتابعون مجريات التحضير للقمة، والقضية الفلسطينية في هذه المرحلة في خطر شديد، في ضوء السياسات الأميركية، وفي ضوء استمرار إسرائيل بمخططاتها وفي ضوء استمرار الانقسام الفلسطيني.

وعن وضع القمة العربية وتأثيرها على مسار التحرك الأمريكي في ظل استمرار التوسع التوسعات الإسرائيلية يوضح الكاتب عوكل وفق مقاله قائلا: "في التقييم السريع، والواثق، لا يبدو أن التحرك الأميركي الجديد، يحمل للفلسطينيين والعرب، ما يدعو للتفاؤل، لكننا نعرف أن لا الفلسطيني ولا العربي قادر أو راغب في تجاهل هذا التحرك ، إذ يصبح المطلوب من هذه القمة لا أن تسحب من أدراجها صياغات وبيانات وقرارات من الأدراج، وإنما صياغة قرارات تقف وراءها إرادة جماعية عربية قوية إزاء التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، ورفض المخططات التوسعية الإسرائيلية.

ويواصل عوكل، ويحتاج الفلسطينيون إلى جهد وإرادة عربية صادقة، للضغط على طرفي الانقسام لإنهائه واستعادة الوحدة، بما يساعد على تقوية الجبهة الفلسطينية الداخلية في مواجهة التحديات القائمة والقادمة. ويحتاج الفلسطيني إلى تنشيط الدور العربي على المستوى الدولي لنصرة القضية الفلسطينية، ومساعدة الفلسطينيين على تحقيق المزيد من الإنجازات.

قمة عمّان.. التحديات والتوقعات

من جهته تحدث عبد الغني سلامة الكاتب والمحلل السياسي في جريدة الأيام الفلسطينية، عن التحديات والتوقعات التي تواجه قمع عمان قائلا: "أبرز المحاور المطروحة على القمة: القضية الفلسطينية، الأزمة السورية، الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب".

وفيما يتعلق بالرؤية و المكونات للمشهد السياسي عامة والفلسطينية خاصة من هذه القمة قال سلامة وفق التقرير الذي أعدته "وكالة قدس نت للأنباء"، "على المستوى الدولي هذه القمة الأولى التي ستُعقد في عهد الإدارة الأميركية الجديدة، وهذه الإدارة تختلف عن سابقتها في ثلاث مسائل: التسوية السلمية، الدور الإيراني، والموقف من الإسلام السياسي؛ فالإدارة السابقة كانت تتبنى حل الدولتين، وكانت قد جمدت خلافاتها مع طهران، وأقفلت الملف النووي، وفي موضوع الإسلام السياسي، تغير موقفها من الرهان عليه إلى استبعاده، وتحديدا في الحقبة الثانية من عهد "أوباما"، أي بعد التغير الجوهري الذي حصل في مصر". وأضاف، وبالنسبة للتسوية السلمية فقد أعلن "ترامب" في لقائه مع "نتنياهو" أن حل الدولتين لم يعد شرطا، وأبدى تساهلا في موضوع الاستيطان، وتهويد القدس، ومن المتوقع أن تعيد القمة طرح موضوع تحديث مبادرة السلام العربية والعمل على تحديثها لتشكل قاعدة لمبادرة جديدة محتملة، (تحدث عنها البيت الأبيض) لتكون مظلة لاستئناف المفاوضات العربية مع إسرائيل لتنفيذ حل الدولتين.

ويخشى الفلسطينيون والحديث للكاتب سلامه، أن تأتي تلك "التحديثات" متوافقة مع الرؤية الأميركية الإسرائيلية التي تريد حل الصراع دون دولة فلسطينية مستقلة، ويخشون أيضا أن تكون القمة مظلة لتنمية وتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين، لذلك؛ سيسعى الرئيس عباس لجعل القضية الفلسطينية في قلب أجندة القمة، وعلى رأس أولوياتها، على قاعدة ضمان حق تقرير المصير وفقا للثوابت الفلسطينية، ولمقررات القمم السابقة، إضافة لتحصيل الدعم السياسي، والمادي.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -