إن انتفاضة الشعب الفلسطيني في الثلاثين من شهر آذار سنة 1976 في داخل أراضي الــ 48 انعكست بصورة إيجابية على النضال الفلسطيني من خلال تكريسها للنضال الشعبي العارم والرافض لسياسة إسرائيل في مصادرة الأراضي الفلسطينية والذي بدأت فصولها منذ العام 1948م حتى جاءت اللحظة الحاسمة عندما انتفض الشعب الفلسطيني في الجليل رافضاً مصادرة أراضي قريتي أقرت وبرعم وهبت الجماهير في كافة المناطق الفلسطينية برفض ما تقوم به إسرائيل من مصادرة الأراضي و الاستيلاء عليها.
إن هذه السياسة التي قامت بها إسرائيل آنذاك كانت تستهدف بالأساس تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها وتهويدها لصالح اليهود على حساب سكانها الأصليين الفلسطينيين. حيث هبة الجماهير الفلسطينية انعكست لصالح القضية الفلسطينية وتعاظم الدور الدولي في دعم الفلسطينيين، وصدرت العشرات بل المئات من القرارات الدولية التي أدانت فيها السلطات الإسرائيلية، وأكدت على الحقوق العربية الفلسطينية المشروعة ..(علما بان الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة سنة 1975 اعتبرت الصهيونية حركة عنصرية وتمييز عنصري).
وهذا آثار غضب الإسرائيليين آنذاك وحاولوا فرض أمر واقع برفضهم قرارات الأمم المتحدة عن طريق القوة التي باءت بالفشل في مصادرة الأراضي الفلسطينية علما بان الأمم المتحدة توصلت إلى استنتاج مفاده أن إسرائيل دولة احتلال وتمييز عنصري وبالتالي يجب رفض كافة الإجراءات التي تقوم بها وبالأخص مصادرة أراضي الفلسطينيين في أراضي الــ48..لان القرار الذي صدر عن الجمعية العامة لسنة 1947 تحت رقم 181 نص على .. إقامة دولتين عربية ودولة يهودية.. وبما أن إسرائيل نفذت الشق الأول المتعلق بها ولم ينفذ الشق الثاني المتعلق بقيام دولة فلسطين العربية .. يبقى الوضع مطعون به بقيام دولة إسرائيل على حساب الدولة العربية الفلسطينية ويجب قانونا على هذا الأساس مراجعة الوضع القانوني لدولة إسرائيل و التي ما زالت ترفض قيام الدولة الفلسطينية ليتسنى لأعضاء الأمم المتحدة تحقيق العدالة الدولية بما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
وعلى ضوء ما ذكر أعلاه فان يوم الأرض الفلسطيني يعيد للأذهان مجددا بان الأمم المتحدة خطت خطوات ناجحة في إنشاء قواعد قانونية تعتبر في جوهرها مصادر استرشادية يمكن الاعتماد عليها دوما في مساندة حقوق الفلسطينيين على صعيد القانون الدولي المعاصر.
بقلم/ حنا عيسى