الرجوب: نحن واقعيون ومستعدون للتسوية ولكن لا تنازل عن قضيتين..

أكد أمين سر اللجنة المركزية في حركة "فتح" ورئيس الاتحاد الفلسطيني الأولمبي، جبريل الرجوب أن قرارات الحكومة الاسرائيلية بخصوص بناء مستوطنة جديدة لمستوطني "عامونا" أمس ومواصلة المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية من شأنها أن تقضي على احتمالات السلام. موضحا أن الحكومة الاسرائيلية الحالية ليست شريكا للسلام.
وقال الرجوب في مقابلة باللغة الانجليزية مع قناة i24news الاسرالئيلية  إن هذه القرارات تعني "أنه لا يوجد شريك اسرائيلي لصنع السلام والتوصل لاتفاق. هذا العداء أحادي الجانب على الأراضي الفلسطينية، عبر وضع الحقائق على الأرض، هو رسالة للمجتمع الدولي بأن هذه الحكومة لن تلتزم يوما للشرعية الدولية".
وتابع "هذه الحكومة تواصل التصرف كبلطجي الحي دون أن تكترث أبدا للقمة العربية المنعقدة قبل يومين فقط. نحن نتحدث عن التعايش، عن السلام، الالتزام بحل الدولتين بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وما الى ذلك. ولكن حتى أنه يمكن اعتبار هذه القرارات صفعة لادارة السيد ترامب الذي يحاول أن يصنع السلام ، صفقة نهائية بين اسرائيل وفلسطين".
وأوضح أن الشعب الفلسطيني سيواصل مناهضة الاحتلال والمقاومة بأساليب غير عنيفة كالمشاركة في الماراثون الذي نظمته بلدية بيت لحم اليوم الجمعة، "ليس لأننا نصدّق نتنياهو وحكومته بل لأننا نؤمن بمعسكر السلام في اسرائيل، الذي سيرفع صوته ويقول لنتنياهو وحكومته كفى، وكذلك للمجتمع الدولي بأن هذه الاستفزازات أحادية الجانب هي تهديد حقيقي للاستقرار الإقليمي وللسلام العادل".
واعتبر ان ما فعله نتنياهو أمس هو "تحرك استفزازي، وهو تحدي للجميع وحتى للعم سام، الادارة الأمريكية"، مضيفا أنه "علينا أن نكون واقعيين، وأن نظهر أن من لا يلتزم بحل الدولتين ومن يحاول تدمير حل الدولتين هو السيد نتنياهو وحكومته عبر محاولة صياغة الحقائق على الأرض".
وواصل الرجوب "الحكومة الاسرائيلية في السنوات الثلاثين الأخيرة كانت تحاول أن تعمل تغييرات جغرافية وديمغرافية على الأرض، عبر الاذلال، والقيود، وحتى قتل البشر ومحاولة تدمير كل شيء، ولكننا لا زلنا هنا. 5 مليون فلسطيني يعيشون تحت نظام فاشي، عنصري، نظام فصل عنصري (ابارتهايد)، يطلبون أمرا واحدا فقط، وهو أن نحظى بحق تقرير المصير مثل أي شعب آخر في العالم".
وبالنسبة للحل الذي يراه مناسبا قال الرجوب "نحن واقعيون، ومستعدون للتسوية ولكن لا تنازل عن قضيتين، الأولى انسحاب من كافة الأراضي المحتلة في 1967، اعتراف اسرائيلي دولي بحدود 1967. القضية الأخرى هي حل مشكلة اللاجئين بحسب قرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية. نفذنا تنازلات كبيرة عندما قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على خمس أراضي فلسطين التارخية. ونريد حلا للاجئين عبر اتفاق".
وفي معرض رده على قرارات جامعة الدول العربية والبيان الختامي للقمة الأخيرة المنعقدة في البحر الميت أوضح الرجوب "أعتقد أن قرارات الجامعة العربية جيدة، نحن راضون عنها ومن الأجواء التي كانت هناك، وأعتقد أن العرب موحدون خلف القضية الفلسطينية، والقمة العربية الأخيرة أكدت ذلك.... العرب أوضحوا للجميع أن الدرب الى التطبيع ولحل سلمي شامل مع العالم العربي يأتي عبر اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وصادق المجلس الوزاري الأمني المصغّر للحكومة الاسرائيلية أمس على بناء مستوطنة جديدة لمستوطني "عامونا"، وهي أول مستوطنة يصادق عليها المجلس الوزاري منذ عشرين عاما تقريبا.
وأقيمت مستوطنة "عامونا" عام 1997 على أراضٍ فلسطينية بملكية خاصة بالقرب من مستوطنة "عوفرا" شمال غرب رام الله وتملكها عائلات فلسطينية من القرى المجاورة، عين يبرود، وسلواد، وغيرها. وفي عام 2006 وقعت أحداث عنف في البؤرة الاستيطانية وذلك خلال عملية إخلاء بعض المباني السكنية من المكان.
ويعيش نحو 400 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات الضفة الغربية، وسط 2,6 مليون فلسطيني.. ويعيش 200 ألف مستوطن آخرين في القدس الشرقية.ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم على الضفة الغربية وقطاع غزة وأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة.

المصدر: بيت لحم - وكالة قدس نت للأنباء -