لن انسى ماحييت ذلك الطفل "الخليلي" الذي لايترك "باب الزاوية" رغم كثافة قنابل الغاز،والقنابل الصوتية" يخرج للجيش من احد الزوايب المطلة على مدخل شارع الشهداء،وسيتفز جنود الاحتلال وينادي عليهم بعبارات لاتخلو من الإستهزاء بهم ، يحفظها عن ظهر قلب ،وهي تكون احيانا مقتطفات من اغاني سهلة الحفظ.
آخر ما اتحفنا به هذا الطفل خفيف الظل مقطع من اغنية " مالي صبر ع فراقك ،رشرني عطر ع ثيابك"
يستدرجهم بهذا المقطع فيخرجون مسرعين للحاق به،فتنهال عليهم الحجارة والزجاجات الفارغة.
كأنه متعلم في ارقى الاكاديميات العسكرية اسلوب استدراج المغفلين الى المصيدة .
"مصائد المغفلين" اسلوب يستخدم لاستدراج الجنود الى دمية "تفخخ" تفخيخا ذكيا لتنفجر بين الجنود المحتلين وخاصة من سلاح الهندسة.
حسب ماكتب علماء الإجتماع عن الكفاح الشعبي السلمي،ان هناك اكثر من "800" اسلوبا من الكفاح الشعبي السلمي.
لكن هذا الطفل"الخليلي" اضاف اسلوبا آخر الى تلك الأساليب وهو "الإستهزاء" بجنود الاحتلال للنيل من معنوياتهم..انها "مقاومة من طراز آخر.
فالى المزيد من هذا الاسلوب من المقاومة الساخرة،لان واجب المقاومة الشعبية النيل من معنويات قادة وضباط وجنود الاحتلال.
بقلم/ يوسف شرقاوي