من الروايات، التي كانت تشدني ، وتثيرني ،وتزلزل كل كياني هي رواية " بداية ونهاية " للأديب المصري نجيب محفوظ ،والتي تم تجسيدها في السينما ، حقيقة ،كانت تصيبني حالة من الحزن الشديد ،وخاصة المشهد الأخير الدراماتيكي ، في الفيلم ،والذي لم تزل صورته راسخة بالذاكرة، رغم مشاهدتي له منذ سنوات طويلة منذ الصغر مرات ومرات... إلا انه ذات الشعور ،الذي كان يجتاحني يتكرر في كل مرة بصورة أكبر فظاعة... لكن الذي فعلا يثيرني اليوم هو أكثر من تساؤل فيما يتعلق بذات الموضوع ،وهو فكرة لاحت بخيالي إذا كانت " نفيسة " تلك الشخصية التي جسدتها الفنانة سناء جميل بكل براعة ،إذا كانت نهايتها المأسوية الانتحار غرقا بنهر ِ النيل ،كفتاة امتهنت البغاء ،ليس حبا في البغاء بل من أجل انتشال أسرتها الفقيرة من الفقر المدقع ،لكن الرواية أو الفيلم إذا كان يحاكي الواقع زمن كان فيه المجتمع المصري وقتها مصنفا من الجانب الاقتصادي إلى طبقتين ...الطبقة الشعبية والمتوسطة ...! فما بالنا اليوم إذا اختفت تلك الطبقتان ،وصعدت وبكل جدارة طبقة أخرى جديدة تمثل الفقراء والمعذبين في الأرض ، ليس في مصر فحسب بل في كل بلاد العرب أوطاني ...المشكلة هي عندما يتم تسليط الأضواء على الضحية أو المجني عليه ،ويُترك الجاني بلا أدنى عقوبة وبلا أدنى مساءلة ،وكذلك انتقادي الشديد للكاتب والأديب الكبير نجيب محفوظ ،والتساؤل أيضا وهو أني أنتقد وبشدة اختياره لأسماء الرواية وإلا لما اختار اسم "نفيسة " بالذات ...وإخوانها الثلاثة وهم حسن وحسين وحسنين ...؟! ذلك ما اكتشفته مؤخرا لما أردت السباحة في بحور الثقافة والتحليل ،وحب المعرفة بكل أسف ...هي إساءة متعمدة ،وقد فاحت منها رائحة شيعية مستترة نتنه ...!
بقلم/ حامد أبوعمرة