صور: قافلة العودة.. أجيال تلتحم قرب حدود الأراضي المُحتلة

مئات من مُختلف الفئات العمرية، التحموا سويةً في قافلة واحدة، مشيًا على الأقدام، على الطريق المؤدي "لكيبوتس كيسوفيم"، التابع للاحتلال الإسرائيلي، بين محافظتي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، احياءً لذكرى يوم الأرض الخالد.

وانطلق المشاركون، على الطريق الذي أطلقوا عليه "طريق العودة" يحملون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تؤكد تمسكهم بحق العودة، وأخرى تحمل مُدنهم وبلداتهم التي هُجروا منها لقطاع غزة، يتقدمهم عدد من الشبان على ظهر بعض الخيول والجمال والنوق، يمسكون السيوف، وبعضهم يرتدي ملابس تراثية قديمة.

يوم الأرض الفلسطيني، هو يوم يُحييه الفلسطينيون في 30 آذار من كلِ سنة؛ تَعود أحداثه لآذار 1976، بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة؛ على أثر ذلك عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت على أثرها مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وأُصيب واعتقل المئات.

ويُعتبر يوم الأرض حدثًا محوريًا في الصراع على الأرض، وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الإسرائيلي، كون هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين، منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطيني.

فوق ما يُسمى "تبة 86" كان هناك تجمع الفعالية المركزية، التي أقامتها قبيلة عشيرة الترابين البدوية، التي تنحدر أصولها إلى مدينة بئر السبع المُحتلة، جنوبي فلسطين؛ حطت قافلة العودة رحالها بداخلها، وباشرت في عروضها الشيقة أمام حشد كبير التف المكان المُحيط، الواقع على مرمى حجر من الأراضي الفلسطينية المُحتلة.

وتقدم المشاركون في قافلة العودة، أطفال صغار يحملون السيوف ولافتات أسماء بُلدانهم التي هجروا منها، وهم يرتدون اللباس التراثي الفلسطيني القديم، الذي ارتداه ذويهم معهم، وسط عروض تقوم بها فرق الهجن على ظهر الخيول والجمال والنوق، ملوحين بشارات النصر بأيديهم، على وقع أهازيج الأغاني التراثية.

وتخلل فعاليات القافلة، رفع العلم الفلسطيني على سارية كبيرة وسط التلة المُرتفعة، تلاه العديد من كلمات وجهاء وأعيان عشائر قبيلة الترابين، والعديد من القصائد الشعرية باللهجة البدوية؛ حينها دخل عشرات الخيالة لساحة الفعالية، على صوت الربابة واليرغول/ أدوات موسيقية تراثية قديمة.

وعلى مدار ساعتين من العروض والفقرات الشيقة، التي انشد لها الجمهور، الذي تدافع للمكان من كُل حدبٍ وصوب، اختتمت بأداء المشاركين للمربوعة التراثية عند القبائل البدوية، حيث اصطفوا طوابير طويلة بمشاركة الجماهير، وتلويح بالأيدي والسيوف والأعلام الفلسطينية.

واتاحت فرصة إقامة هذا المهرجان التراثي لكثيرين ممن لم يصلوا من قبل المنطقة الحدودية، أن يروى الأراضي المُحتلة ويلتقطوا صورًا وهي من خلفهم، ويروا جزءًا منها من فوق تلك المُرتفعة الأراضي الفلسطينية المُحتلة عام 48، القريبة من الشريط الحدودي الفاصل مع غزة.

رمزية المكان

خالد العمور الناطق باسم تجمع شباب قبيلة الترابين، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "اختيارنا لهذا المكان له رمزية كبيرة، وهي أنه يّطل على أرضنا المُحتلة في بئر السبع والنقب وغيرهما، التي نراها بالعين المُجردة، ولا نستطيع الوصول لها، وحُلمنا أن نصلها كفلسطينيين جميعًا.

ولفت العمور إلى أن هذه الفعالية تراثية بنفس وطني، تعكس ماضينا وتاريخنا العريق، وطرح جزءًا منه بين يدي الأجيال الحاضرة، لأن التراث هو عبق وعطر الارض، نوصله اليوم للأجيال، كي تتمسك ولا تُفرط به، خاصة تراث وعادات قبيلتنا، ويعملوا ويكونوا قادرين على التمسك بالأرض وتحريرها.  

وأشار إلى أن هذه الفعالية، تأتي في ظل الفجوة بيت تراثنا وواقعنا، بسبب الغزو الفكري الخارجي، الذي يتسلل عبر طُرق مُختلفة، أبرزها مواقع التواصل عبر شبكة الانترنت، وغيرها؛ بالتالي تأتي الفعالية لتُحيي في النفوس حب الأرض والحنين لها وللماضي العريق، ولتؤكد أنه من الأجدر علينا التمسك بتاريخنا لأنه هو الحاضر والمُستقبل.

وبين العمور، أن الفعالية سيتخللها العديد من المشاهد التراثية القديمة، من "سباق هجن، وخيال، وعروض دبكة، ودحية/مربوعة، وكرنفال قافلة العودة، وقصائد شعرية، وأغاني وطنية، وكلمات لأعيان ووجهاء القبيلة، التي في فحواها تؤكد التمسك بالأرض. 

المصدر: خان يونس – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -