غير الله ما لهم أحد الله الموجود العالم بحالة الموظف فالسلعة نار يستر الله باقي الأيام الغلاء مع الدخل المحدود يولد الإحساس المفقود الموظف متكتف بحزام ومتكتف بقيود و ملقى نفسه في وسط ألغام أولاد ودين وقطع حيل والقانون مرير والموظف شو يعمل عايش هو وأسرته علي الراتب .أعانكم الله أيها الموظفين فلا يوجد تقليص أكثر نجاعة لسد العجز في الميزانية إلا فاتورة راتب الموظف او التنكيد علية بإحالته للتقاعد المبكر"مبكر يعني في عز شبابه" أو التفكير والتشاور في كيفية استقطاع جزء من فاتورة راتبه ولا يعلمون إن الراتب ليس ملك للموظف بل لأبنائه إلا أنهم مصرين علي حلب الرواتب اولاً بأول، ليدخل الراتب مصنع الألبان بكل مراحله (مرحله مرحله) تبدأ بمرحلة البسترة و الترويب ليصار به إلى شكوة الخظ، حيث تبدأ عملية الخظ رويداً رويداً، ثم ما تلبث أن تصبح سرعة الخض قريبة من سرعة الضوء، حتى يُنتزع كامل الدسم الموجود بالراتب، و يبقى للمواطن بضع دراهم معدودة من الراتب التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، فيصبح راتب منزوع الدسم فيبقي الموظف ملوماً محسوراً.
لأني رأيت صديقي الموظف عندما يعود يوم الراتب-اليوم المشهود - محملا بأكياس الخضرة اشتراها من ازعيط الخضرجي (بندورة، بطاطا، فجل، بيذنجان، كوسا، بصل ناشف، خيار وربطة جرجير، رأس توم)، وعينات الفاكهة سبع تفاحات و زرف به 8 حبات من الموز ، ودجاجة يتيمة منتوف ريشها طبعاً، و نص كيلو لحمة قد تكون مجمدة يواري بها سوءة راتبه. واشتري أيضا شريط اكمول للصداع من عند حمودة الصيدلي "حمودة اسبرينه "
فيدخل البيت صديقي الموظف ابوصامد باستقبال حافل ابتسامة عريضة من أم العيال، و صرخات أطفاله، صامد وثائر و مجاهد وهند ورعد ودعد ووعد الذين اصطفوا لاستقبال الحامل و المحمول، لتبدأ أم صامد بإعداد طبق العشاء اللذيذ استعداداً لسهرة رائعة تنتهي بمتابعة فيلم رومانسي على قناة روتانا سينما، لتبدأ بعد ذلك أيام الشهر العجاف، و متابعة أفلام الاكشن على قناة الحياة، حيث يمضى أبوصامد تلك الأيام و لياليها بين مطرقة الفقر والهم و سندانة طلبات أم العيال والأولاد تارة، و بين رعد جرس البيت؛ ورنات الجوال لسداد ما علية من ديون ولازال الأولاد ينتظرون مصاريف الجامعة من مواصلات وكتب ورسوم نهيك عن بائع الغاز حتي الجوال لم يبقي فاتورة تم تحويله لكرت تجنباً للترعيش ويبقي استنزاف فاتورة الراتب من تحصيل المياه والكهرباء علماً لاتوجد كهرباء والتلفون المعطل منذ سنوات ومع العلم لايوجد خط بالتلفون وإذا يريد ينام مافيش نوم مهموم والموجود خطير ويبقي حال أبو صامد مثله مثل باقي الموظفين ، حتى يأتي موعد الراتب، لك الله يا أبوحازم . واخر شيء ابو صامد خصموا علية المخصوم ولم يتبقي له ثمن مناديل لكي يمسح دموعه او ثمن اسبرينه ليسكن صداع رأسه من بكاء اطفاله الذين تم حرمانهم من مصروف المدرسة.اتمنى من الله عز وجل ان تنتهي هذه الأزمة المريرة التى يعانى منها شعبنا المناضل وان تنحل مشكلة ابو صامد وزملاؤه الموظفين.
بقلم: د.هشام صدقي ابو يونس
نائب الامين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والثقافةوالاعلام