أيها السادة موظفي حكومة رام الله بغزة الأبية،لما تظلمون حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية ، فيما يتعلق بخصم هذا الشهر وتسمونه مجزرة...وهل هي مجزرة ...؟! أين كنتم لما تم خصم علاوة القيادة ،وعلاوة الريادة ،وأين كنتم عندما تتم إجراءات خصم علاوة الأبناء وبدون أدنى تبليغ لتحديث البيانات ،وأين كنتم عندما تحصلون على التأمين الصحي بصورة فردية بشعة ، وكأنكم تسرقون ...؟! ،وأين كنتم عندما ، لم يتم تنفيذ الاستحقاق بخصوص الترقيات الأخيرة لأبناء غزة مقارنة بأقرانهم بالضفة... فلا إدارة ،ولا مرجعية رسمية ،وأين كنتم عندما كبر الصغار ،أبناء موظفي السلطة ،وتخرجوا من الجامعات... فتعاظمت المأساة ،فلا عمل لهم ، أو توظيف ، ولا زواج ،ولا استقرار ،ولاعائل لهم ، أو معين بعد الله سبحانه، سوى ذاك الراتب الحزين المحدد لآبائهم ،والذي يتطلع إليه الجميع بعين الحسد ...فيتطلع إليه ، التاجر ، والمقاول ،والخضرجي ،والحلاق ،وصاحب الصيدلية ،وسائق السيارة ، وبائع الدجاج أو اللحوم ...؟! وأين كنتم عندما تمسك أبناء الأجهزة الأمنية أو المدنية التابعين للسلطة بالالتزام بقرارات الشرعية ،فلم يسمحوا لأبنائهم ،وقاموا بالرفض المطلق لمجرد الالتحاق لهؤلآء الأبناء بأي دورة تابعة لأي تنظيم ٍ كان في غزة سواء من الذين يحكمون غزة ،أو غيرهم بعد الانقسام البغيض ، إيمانا منهم بالمبادئ وعدم الانجرار وراء المادة حتى لوكان ذلك على حساب مستقبلهم واصطفافهم فوق أكوام البطالة المتفشية ...؟! ألستم معي إذا قلتم ... إنه لظلم ٍ عظيم بحق حكومة الوفاق ،وأن هذا خلط في الأوراق والاصطلاحات ...فالمجزرة كانت يا أحبائي في قبية وصفد و كفر قاسم ، ودير ياسين ... ! المجزرة كانت في صبرا وشاتيلا ،صحيح أن عدد القتلى في صبرا وشاتيلا ، لم يحدد بوضوح وتراوحت التقديرات بين 750 و 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا ...لكن ما حدث اليوم قد طال لقمة العيش ، بغزة ،ليس لموظفي السلطة فحسب ... بل أبناءهم وزوجاتهم ،و مستقبل حياتهم ،وتقولون إنها مجرد مجزرة ...!لا تقولوا أن الهدف إزاء ما حدث بخصوص الرواتب هو ضرب غزة بغزة ،بعدما باءت جميع محاولات التصالح الوهمية بالفشل ، وليغرق الجميع...جميع من هم في غزة في البحر، وبلا رجعة...! ،فهل يعقل أن تذبح حكومة أبناء شعبها رضوخا لقرارت خاصة، بالدعم الأوروبي الذي يحث على التحريض ، والانقسام ، وبث الفتنة ،والتنصل من مسئولياته أمام المجتمع الدولي ...؟! لا ياسادة ...هل يعقل أن تذبح حكومة ما يقارب أكثر من 155 ألف موظف ...؟! لو كان ذاك هو ما حدث ...فأين المؤسسات الأهلية ، وحقوق الإنسان ،والصليب الدولي ...؟! أين جثث الأبرياء ،وبقايا الدماء المتناثرة هنا وهناك ...وأين البيوت المهدّمة ...؟! فبعد القمع ،والتنكيل ،والإقصاء ، والحصار بحق أبناء الأجهزة الأمنية في غزة لا يمكن أن نسمي ما حدث مجزرة ...! .يا إخواني اطمأنوا فحكومة الوفاق ،تعلم أنكم لستم جرباء كالبغال أوالحمير أو الكلاب الضالة ...!، فهي وإن خُصمت ، فلم تخصم من رواتب الموظفين سوى العلاوات فقط ،وجزءا من علاوة طبيعة العمل دون المساس بالراتب الأساسي، الهم أن الراتب الأساسي بخير ...! لكن المشكلة هي ، ونحن في زمن التناقضات... أن يتحول الخصم الشهر القادم من 30%إلى 70% لخطأ أصاب الحاسوب هذا الشهر ،وتم تداركه ،سبحان الله في الوقت الذي ينتظر فيه أبناء الأجهزة الأمنية بغزة أن تسوى أوضاعهم ،وفي الوقت الذي ينتظر فيه أولئك المساكين كذلك من ذوي الراتب فئة 2005 و 2006 ، بكل شغف أن تتم معالجة قضاياهم بشكل جذري...! وعن البنوك ، وما حدث بالبنوك.. فحدث ولا حرج ، فمن أولئك المعذبين في الأرض ،من استلم 1000شيكل أو 500أو 100 شيكل ،ومنهم من طالبه البنك بالملاحقة ، أي أصبح مديونا ، للبنك فلم يتقاضى شيئا ...! لا تسبوا أو تقذفوا أو تلقوا باللوم ،فلم تكن ثقافتكم أبدا ممارسة فنون مهارة الردح ، أو الفسوق ، أو التخوين أو التجريح ،فإذا انتفضتم على ظلم إخوانكم لكم ، فبأسلوب حضاري ،وكونوا عباد الله إخوانا... فلا تقولوا سوى حسبنا الله ونعم الوكيل .
بقلم /حامد أبوعمرة