قال لي أحد الأصدقاء ،ذات يوم .. حقيقة أنا دائما أشعر بمتعة فائقة عندما أتحاور معك ،وخاصة عندما أسمع رأيك المخالف لما هو شائع حولنا .. وعندئذ سألني ما هي معايير الوسامة من وجهة نظرك الغير مقيد دائما كما تقول ..؟! حينها ابتسمت وقلت له لكن ..هناك مقاييس كثيرة تحدث عنها الكثيرون يعني سؤالك ليس بجديد ..عموما يا عزيزي الوسامة لاتعني عندي تلك المزايا الظاهرية فحسب بل للوسامة برأيي مزايا متوازنة بين الشكل والمضمون ،وبين الظاهر والباطن وبين العنوان والمحتوى فكثيرا ما أردد أن الجواب لا يعرف من عنوانه كما يقولون بل يعرف الجواب بما يحمله من كلمات ومعاني وفكر فبالكلمة نكون أو لا نكون ..حينها نظر إليّ ذاك الصديق وقد بدت على ملامحه علامات الاستغراب فقال ،وماذا تقصد إذا بكل ما ذكرت.. ؟!!..قلت أقصد انه ليست الوسامة مُعربة على الطول وعرض الأكتاف والرموش الطويلة والشفاه المكتنزة وليست الوسامة شعر كثيف أسود ناعم يغطي الرأس ،ولا عرض الصدر أو الأذن الصغيرة ، أوالنغزة (الغمازات) التي تكون من علامات الحسن لدى الرجال عندما تكون في النصف السفلي من الذقن .وإنما الوسامة المتكاملة مبنية بأمور ٍ نسبية ذاك المفهوم لا يمكن أن يصبح ناضجا إلا إن كان هناك توافق بينه أي بين ما ذكرت وبين القلب الصافي صفاء كرات الثلج فوق الجليد ،و الرقيق رقة أعواد الرمان .. والمحب الذي يخلو من الأحقاد والضغينة والدسائس والحسد تلك هي التوأمة المتكاملة ..الوسامة ياعزيزي هي عندي مزيج سحري ،ونسبي بين القلب والقالب.. فما الفائدة ياعزيزي عندما نزين التراب بالورود والرياحين فوق أكوام القمامة.. أو ننثر العطور على أجساد ٍ عفنة .. يكفيني فقط أن تقل لي ما لون قلبك.. أقل لك على عجالة أنك وسيما ..أو لست وسيما..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة