الأسرى والأسيرات عنوان نضالنا

بقلم: عباس الجمعة

يوم الاسير الفلسطيني يعتبر محطة نضالية هامة مهمة على المستوى الوطني، باعتباره يشكل تأكيدا على الخيار الذي تقودها الحركة الاسيرة وعلى رأسها قادتها وفي طليعتهم مروان البرغوثي واحمد سعدات، فهذا هو خيار المقاومة والتصدي، التي تشكله الحركة الاسيرة في وجدان الفلسطيني، ومحطة نضالية لتسليط الضوء على ما يلاقيه الأسرى على يد السجان، وبذات الوقت فإن التضامن والتلاحم مع اسيراتنا واسرانا يجب ان يكون محطة تقييم وتصويب للدور النضالي بإتجاه صياغة استراتيجية نضالية حقيقية لدعم قضية الأسرى من خلال تجاوز الفعل الموسمي للدعم والمساندة.

في يوم الأسير الفلسطيني تحية الى اسود فلسطين ، تحية من القلب المكبل بالألم ، تحية من أعماق الروح والوجدان ، تحية من رسخت سيرتهم في قلوبنا على مر السنين والأيام ، تحية إلى مجد عزتنا وكرامتنا الميامين الأبرار ، إلى الرجال الذين يصنعون من الاضطهاد والاعتقال فسحة الأمل .. إلى الذين يصنعون من ظلمة السجن شمس الحرية ومن قهر السجان انتفاضة ومقاومة متواصلة، تحيه مع كل إشراقة شمس مع قطرات الندى التي تنساب على شفاه تلك الوردة التي غرسناها على درب النضال والحرية وسقيناها من دماء الشهداء دماء العز والكرامة، ونقول إذا الشعب يوماً أراد الحيـــاة فلابد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلــي ولا بد للقيــد أن ينكســـر.

من هنا يعيش الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال حياة قاسية وبالغة الصعوبة، حيث تتجسد المأساة الحقيقية هناك، جرّاء الممارسات القمعية واللاإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال وإدارات السجون بحق هؤلاء الصامدين خلف القضبان، بيد أن الأسرى البواسل في السجون الظالمة إياها قد حوّلوا حياة القيد إلى حياة شموخ، فالموت الذي يزرعه السجّان اللعين يقابله صمود وتحدي، والانتهاك يقابله ثبات وإرادة، وإننا اليوم نقف وقفة إجلال وإكبار أمام عظمة الأسرى في سجون الاحتلال، هؤلاء الذين كانوا ومازالوا صامدين في وجه غطرسة المحتل الجبان، لا زالوا يسطرون بصمودهم أروع معاني العزة والإباء.

وامام هذا الواقع نسأل اين المجتمع الدولي ، واين الجامعة العربية ، واين الضمير الانساني ، مما يتعرض له اسيراتنا واسرانا من إهمال طبي ممنهجة تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم ، وخاصة ان هناك مئات ألاطفال والنساء والشيوخ والمناضلين والقادة، وهؤلاء يتعرضون لأبشع ممارسات الاضطهاد والتعذيب الجسدي والنفسي الشديدين، في ظروف اعتقالية تفتقر إلى أبسط الحقوق التي نصت عليها المعاهدات والمواثيق والأعراف الدولية.

وفي ظل هذه الظروف يثبت الشعب الفلسطيني بأنه عصيٌ على الترويض وعصيٌ على الهزيمة والانكسار ، وهنا لن ننسى شهداء الحركة الاسيرة المناضلة وفي طليعتهم الشهيد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية فارس فلسطين ابو العباس الذي اغتيل في معتقلات الاحتلال الأمريكي في العراق ولن ننسى الشهيد القائد مانديلا فلسطين عمر القاسم ، ولن ننسى الشهيد القائد الاسير المحرر سمير القنطار الذي شكل رمزية تقاطع المقاومة بين فلسطين ولبنان

والجولان ،كما لن ننسى القائد الاسير الشهيد زياد ابو عين رمز المقاومة الشعبية ، وكل شهداء الحركة الاسيرة وشهداء فلسطين ، ولكن نقول ان يوم الحرية قريب، واننا على يقين بحتمية حرية الاسرى وحتمية حرية فلسطين.

ختاما: ان معاناة اسرى الحرية في سجون الاحتلال وقضية تحررهم وعدالة قضيتهم مسؤولية الجميع ، فهم أبطال ملحمة القيد والحرية ، ولابد أن تصبح قضية كل الاحزاب والقوى العربية واحرار العالم لتفعيل تحركاتهم دعما لنضال الأسرى .. هؤلاء الأبطال فهم مناضلون ومقاومون من اجل حرية فلسطين، وفعلهم مشروع ومقاومتهم مشروعة وفق الشرائع السماوية والوضعية والمواثيق الدولية.

بقلم/ عباس الجمعة