يوم الوفاء للأسرى

بقلم: رياض الأشقر

السابع عشر من نيسان هو اليوم الوطني للوفاء للأسرى وتضحياتهم، و يوماً لتكريمهم و الوقوف بجانبهم و ذويهم، يوماً لتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يوماُ للوفاء لشهدائهم الذين ارتقوا خلف القضبان خلال تلك المسيرة المشرفة.

ومع حلول الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني، من واجبنا ان نذكر بانه منذ الاحتلال عام 1967 ما يزيد عن ما يزيد عن(900) الف فلسطيني، أي ما نسبته أكثر من 25% من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ذاقوا مرارة الاعتقال، وهذه الاعتقالات لم تمييز بين طفل أو امرأة، أو بين عجوز طاعن في السن وشاب صغير، حتى طالت الاعتقالات نواب المجلس التشريعي، وقادة العمل الاجتماعي والسياسي، والمرضى والصحفيين، والاكاديميين، وكبار السن.

بينما لا تزال سلطات الاحتلال تعتقل (7000) اسير فلسطيني من بينهم :

• 58 اسيرة .

• 300 طفلا تتجاوز اعمارهم ال 18 عاماً.

• 13 نائبا من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني .

• 1200 اسير منهم مرضى يعانون من امراض مختلفة وعدد منهم يعانى من امراض خطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والاعاقات.

• 500 أسيراً صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة .

• 42 اسير امضوا ما يزيد عن 20 عاماً، منهم 30 معتقلين منذ ما قبل عام 1994 ،

• 57 اسير من الذين تحرروا في صفقة وفاء الاحرار اعاد الاحتلال اعتقالهم مرة اخرى.

ويعتبر الاسير "كريم يونس" من ارضى ال 48 عميد الاسرى الفلسطينيين واقدمهم ، حيث انه معتقل منذ ما يزيد عن 34 عام.

إن المتابع لأوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يجد إن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان ويمارس بحق الأسرى والأسيرات كل أساليب التعذيب والمضايقة بدءً من الضرب ومروراً بالشبح والخنق وصولاً إلى الموت في بعض الأحيان كما حدث مع العشرات من الاسرى ، وتحولت السجون الى مقابر يدفن بها الاسرى احياء، من حيث المساحة الضيقة والضوء الخافت والرطوبة والرائحة العفنة التي تملأ المكان، وحتى لون الجدران الداكن.

ويتعرض الاسرى لك اشكال التنكيل والتعذيب والتضييق داخل السجون من ابرزها :

1- استخدام وسائل التعذيب المحرمة دولياً بحقهم خلال فترة التحقيق، بما فيهم استخدام التعذيب بالكهرباء .

2- حرمانهم من الزيارة سواء كان بشكل جماعي او فردى واحيانا يصل المنع الى سنوات .

3- تطبيق سياسة الاهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى الامر الذى يؤدى الى تراجع اوضاعهم الصحية، حيث ادت هذه السياسة الى استشهاد (57) اسيراً ،كان اخرهم الاسير "محمد الجلاد" كذلك ادى الى وفاة العشرات من المحررين الذين اصيبوا بالأمراض الخطيرة داخل السجون، واستشهدوا بعد اطلاق سراحهم بأيام او اسابيع وكان اخرهم الشهيد " نعيم الشوامرة" (44 عاماً) جراء إصابته بضمور في العضلات خلال فترة اعتقاله " .

4- عمليات الاقتحام للغرف والاقسام، والاعتداء عليهم بالضرب والشتم والتفتيش العاري، واحيانا برش الغاز الخانق عليهم .

5- يعانى الاسرى من سياسة العزل الانفرادي في زنازين ضيقة تفتقر الى كل مقومات الحياة الانسانية، وقد يمكث الاسير لوحده سنوات او شهور طويله في تلك الزنازين .

6- يعانى الاسرى من انعدام وسائل التدفئة في السجون وقله الملابس والأغطية الشتوية .

7- يعانى الاسرى من التنقلات الكثيرة بين السجون بهدف عدم الاستقرار والتضييق عليهم، والتنقلات عبر سيارة البوسطة الحديدة التي يسميها الاسرى "الزنزانة المتحركة".

ورغم هذه الظروف القاسية والصعبة لم يستلم اسرانا الابطال لسياسات الاحتلال، بل قاوموا ودافعوا عن انفسهم وخاضوا العشرات من المواجهات والاضرابات عن الطعام من اجل تحصيل حقوقهم، واستطاعوا بفضل ارادتهم وامعائهم الخاوية اجبار الاحتلال في الكثير من المرات على توفير العديد من المستلزمات الحياتية الاساسية التي نصت عليها كافة القوانين والمواثيق الانسانية.

وقد سقط خلال تلك المعارك في الاحتلال خلف القضبان العديد من الشهداء بعضهم قضى بإطلاق النار عليه بشكل مباشر كما حدث مع الشهيد "محمد الاشقر" من طولكم في سجن النقب، ومنهم من سقط نتيجة الاضراب كالأسير عبد القادر ابوالفحم .

وقد ارتقى في سجون الاحتلال (210) من الشهداء نتيجة التعذيب او القتل العمد بعد الاعتقال او الاهمال الطبي المتعمد للمرضى، الذين يقبع بعضهم في مستشفى الرملة منذ سنوات ولم يطرأ اى تحسن على وضعه الصحي، حيث لا يقدم لهم سوى المسكنات فقط .

ورغم محاولات الاحتلال لقتل الاسرى نفسيا وجسدياً، الا ان همم الاسرى توازى الجبال الرواسي ، حيث استغلوا سنوات اعتقالهم في التعليم والحصول على المعارف، وحصل المئات منهم على الثانوية العامة والبكالوريوس داخل السجون، ولم يتوقف الامر عند ذلك بعد حصل بعضهم على شهادة الماجستير والدكتوراه خلف القضبان، وابدع الاسرى في طرق التواصل مع العالم الخارجي عبر تهريب اجهزة الاتصال وبطريقة سرية واخفاءها عن اعين السجان.

لكل ذلك فان قضية الاسرى كانت وستبقى هي قضية مركزية بالنسبة لشعبهم، ومن الواجب الوطني والشرعي والديني، الأخلاقي والإنساني نصرتهم ومساندتهم والعمل لوقف الانتهاكات الخطيرة بحقهم، والسعي بكل الوسائل المشروعة لضمان تحقيق حريتهم وعودتهم إلى بيوتهم وعائلاتهم معززين مكرمين .

بقلم/ رياض الأشقر