بداية لابد ان ندرك جميعا ان الاسرى لا يعشقون الجوع ولا يبحثون عن الالم ، لكنهم بنفس الوقت لا يقبلون المهانة والذل ، لذلك اختاروا ان يعلنوا اضرابهم عن الطعام مطالبين بحقوقهم .
اكثر من 1500 اسير قد بدؤوا الاضراب واعتقد ان العدد سيزيد مع الايام ، وقد قدموا لمصلحة السجون عددا من المطالب التي يطالبون بتحقيقها والحصول عليها لكل الاسرى ، وقد يقول قائل ان بعض هذه المطالب مبالغ فيها بل هي من رفاهيات الاسير ! لكن لا يعلم هذا القائل ان هذه المطالب هي مطالب حياتيه يحتاجها الاسرى بل هي ضروريات ، فمثلا مطلبهم بتوفير الهاتف ناجم عن عدة تجارب مؤلمه مر بها الاسرى ويكفي ان تعلموا ان هنالك حالات عديده من الاسرى علموا بوفاة احد الوالدين بعد ايام بل اسابيع من الوفاة وذلك لانقطاع وسائل الاتصال والتواصل مع الخارج.
اضراب الاسرى جاء رد فعل طبيعي على انشغال العالم العربي عن قضية فلسطين ، وكذلك انشغال فلسطيني رسمي بالانقسام وتبعاته ، فوجد الاسرى انفسهم وحدهم في ميدان المعركة وفي مواجهة السجان الذي قد سرق كل حقوق الاسرى .
مطلوب من الجميع اخراج هذا الاضراب من الحيز التنظيمي والفصائلي الضيق ، والوقوف صفا واحدا موحدا خلف الاسرى لتحقيق مطالبهم .
الاسرى اعلنوا معركة الكرامة ، و الاسرى هم جزء اصيل من الشعب الفلسطيني ولا يقتصر عددهم على الموجودين فقط داخل السجون ، بل يتعدى ذلك ليصل الى عائلاتهم واسرهم واصدقائهم ، بالاضافه طبعا الى الكم الهائل من الاسرى المحررين الذين قضوا السنوات الطوال في الاسر، لذا يجب العمل الجاد على تفعيل ملفهم ضمن كل المستويات وعلى جميع الاطر المتاحه شعبيا وسياسيا واعلاميا ودوليا وكذلك قانونيا ،لابد من تضافر جميع الجهود ضمن خطة عمل مدروسه تشمل جميع الجوانب سيحقق ذلك الكثير من الاهداف التي تخدم الاسرى .
لا تتركوا الاسرى وحدهم
بقلم / ثامر سباعنة