مختص: رسالة القسام كانت في وقتها ولكن الأمور غير مهيئة لصفقة

تخبط كبير لدى الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى، ما جعل عائلات الاسرى الإسرائيليين تتهم حكومتهم ورئيسها بنيامين نتنياهو بالكذب.

وذلك جاء عقب نشر كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مساء الخميس الماضي فيديو قالت انه يحمل رسالة من الجنود الأسرى لديها، الى عائلاتهم.

والفيديو عبارة عن أغنية ورد فيها أقوال على لسان الجنديين الأسيرين مفادها "انا هنا يا أمي لماذا قالوا انني ميت"، وحمل الفيديو عنوان "#حكومتكم_تكذب.. باعتبارها رسالة جنود العدو الأسرى لعائلاتهم".

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، ان الظروف والبيئة ليست مهيئة لإتمام صفقة تبادل خلال الفترة الراهنة لاعتبارات كثيرة ابرزها ان الامر ليس واضحا بخصوص اتخاذ الحكومة الاسرائيلية قرارا سياسيا بإعادة الجنود وهذا اساس مهم لتحقيق أي صفقة.

وتابع مرداوي في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أنه في حال اتخذت الحكومة الإسرائيلية القرار ستختار الوسائل والطرق لإعادة الجنود بالثمن المعقول والمناسب الذي تحدده، وأيضاً حتى اللحظة لم يتم اختيار وسيط وهذا ايضا اساس في انجاح أي صفقة.

وأشار إلى عدم دعم الإعلام الإسرائيلي لأهالي الجنود الاسرى بشكل واضح كما كان الامر في صفقة وفاء الاحرار1 هو احد اهم الاسباب الغير موجودة ايضا.

ولفت مرداوي إلى ان اهالي الجنود وهم اصحاب القضية لن يصمتوا لانهم عرفوا كذب الحكومة، مبينا ان جزءا كبيرا من الثقافة السياسية والحزبية والمجتمعية في الكيان الصهيوني تعطي اهمية ومكانة خاصة للجنود الذين ذهبوا للقتال وفي مهمات عسكرية وبقرار سياسي وبالتالي اذا ما تحركوا بشكل جيد وحساس سيحركون المجتمع الصهيوني ما سيدفع الاحتلال لإعادة النظر في تكتيكه الذي يستخدمه في ملف الجنود المفقودين.

 واوضح مرداوي أن الفيديو الذي نشرته كتائب القسام هو رسالة واضحة لأهل الجنود بأن ابناءهم لا زالوا على قيد الحياة، مشيراً إلى أن ما جرى مع عائلة هدار خلال جلسة الكنيست دليل على ان الوضع خرج عن السيطرة وقد يصل في أي لحظة حد الانفجار، خاصة أن العائلة تنتمي للفئة المقاتلة وخدمت في لواء جفعاتي.

واضاف أن العائلة التزمت الصمت في ملف هدار انصياعاً لأوامر القيادة الإسرائيلية لكنها عندما أدركت أن الاحتلال يتجاهل الحقائق فقط لأنه لا يريد تقديم تنازلات ويفضل المصالح الشخصية تحركت وخرجت عن صمتها، لافتاً إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان ضعيفاً جداً امامها خلال الجلسة.

وشدد مرداوي على ان رسالة القسام كانت في وقتها وميعادها بدقة وهي بمثابة ضربة موفقة من حيث المحتوى واختيار الطريقة في البث والتي كانت ناجحة نظرا للاستغلال الموفق للخلاف الذي نشب داخل الكنيست خاصة ان الامر مس بالعصب والقاعدة التي يؤمن بها المجتمع الصهيوني وهي "ان الجميع للفرد والفرد للجميع .

وأكد على ان هؤلاء الجنود لا يعتبروهم أي افراد بل هم تيجان رؤوس هذا المشروع الصهيوني.

ودعا مرداوي المقاومة إلى التركيز على اهالي الجنود بشكل مكثف كي يتحركوا ويحركوا الملف بشكل اكبر وان يبتكروا الوسائل بما يؤدي الغرض في انجاز صفقة تبادل قريبة مشرفة.

المصدر: القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء -