أكد مسؤولون فلسطينيون ناشطون في مجال الدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال، أن عمليات العزل الانفرادي والتنقلات الواسعة ومنع زيارات المحامين، التي طالت الأسرى المضربين عن الطعام من قبل الاحتلال، لن تفلح في قطع كل قنوات الاتصال بين هؤلاء الأسرى والخارج، وأن هناك "خطة مسبقة"، وضعها قادة الإضراب للتعامل مع هذا الموقف الذي أخذ بالحسبان، في الوقت الذي استمرت فيه الفعاليات التضامنية في قطاع غزة معهم.
وكشف أحد المسؤولين المتابعين لملف الأسرى، أن المضربين، درسوا كل الاحتمالات قبل بدء معركة "الحرية والكرامة"، من بينها شروع إسرائيل بضخ كميات كبيرة من الإشاعات داخل السجون، في مسعى لإحباط عزيمة الأسرى، تكون في مقدمتها تراجع عدد عن الاضراب.
وأكد المسؤول في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" اللندنية، أن هذه الخطة هي ما يحد بالأصل من قدرة الإشاعات الإسرائيلية في التأثير على قادة الإضراب والأسرى المضربين، مشيرا إلى أن هذا الأمر اتبع في إضرابات سابقة عديدة خاضها الأسرى.
وأوضح أن إسرائيل تلجأ مع بداية الإضراب إلى منع زيارات المضربين من الأهل والمحامين، بالتزامن مع قيامها بعزلهم في زنازين انفرادية، ونقلهم من السجون إلى مراكز وسجون أخرى، بهدف قطع أي تواصل لهم بالعالم الخارجي.
وقال مسؤول في هيئة شؤون الأسرى "إن قادة الإضراب علموا رغم كل محاولات إسرائيل عزلهم عن العالم الخارجي، بأن هناك أسرى جددا انضموا للإضراب، كما علموا بالإشاعات الإسرائيلية الأخيرة التي تحدثت عن وقف عدد من المضربين خطوتهم التصعيدية."
وكشف النقاب في الوقت ذاته عن أن القرار الذي اتخذ قبل الشروع بالإضراب، ينص على عدم فكه بأي حال من الأحوال، إلا بقرار من قبل القيادة التي شكلت للإشراف عليه، ويرأسها مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح."
وأشار إلى "خطة بديلة" دون أن يكشف فحواها، يضعها المضربون، للتعامل مع التطورات، وبهدف استمرار الإضراب عن الطعام، تشمل طرقا للتواصل فيما بينهم.
وتوقع أن يخرج أحد قادة الإضراب قريبا ويوصل رسالة إلى الخارج، على غرار تلك التي بعث بها مروان البرغوثي قبل أيام. وأكد أن الأسرى المضربين ماضون في خطواتهم، وتوقع انضمام أسرى جدد خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تراجع الوضع الصحي لهم، غير أنه أكد أن ذلك أمر لن يمنعهم من "الاستمرار في المعركة حتى النهاية".
ومنذ يوم الاثنين الماضي يخوض 1500 أسير فلسطيني في عدد من سجون إسرائيل إضرابا مفتوحا عن الطعام بعنوان معركة"الحرية والكرامة"، ودعوا قبل فك الإضراب لتحقيق مطالب لهم، بينها التعليم وإطالة الزيارة والتواصل مع الأهل وتلقي العلاج الطبي المناسب.
جاء ذلك في الوقت الذي استمرت فيه الفعاليات التضامنية في كل المناطق الفلسطينية، حيث أمت من جديد خيمة الاعتصام بمدينة غزة وفود كثيرة، من كل شرائح المجتمع، شاركت أهالي الأسرى في اعتصامهم الأسبوعي الذي يقام صبيحة كل يوم اثنين.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء ومرضى وكبار في السن، وجميعهم يعاملون معاملة قاسية، ويشتكون من نقص الدواء وإتباع إسرائيل ضدهم سياسة "الإهمال الطبي".
