المتغيرات الدولية والمراهنات في حالة اليأس المخيمة علي أمتنا

بقلم: نضال خضرة

الناموس الكوني يدلل من خلال التاريخ الإنساني أنه لا بقاء لأي قوة مهما طال الزمان وهذه هي عجلة التاريخ تدلل علي ذلك منذ القدم الي يومنا هذا ،،
وهنا يستوقفني قول الشاعر محمد مهدي الجواهري عندما قال يا أمة غرها الإقبال ناسيةً أن الزمان قد طوي من قبلها أممٌ ،

لقد مر علي التاريخ الإنساني إمبراطوريات وممالك وقوي
عظمي ،،،وكلا أخذ زمانه وغادر ،
منذ ممالك بني اسرائيل الاولي والفراعنة ومروراً في نبوخذ والاشوريين والفينيقيين والإغريق والفرس والروم والخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين والايوبيين والتتار الخ
. وكل اخذ وقته وزمانه وغادر

والسؤال هل حان موعد مغادرة الولايات المتحدة الامريكية !!!

إشارات ذات صلة : بعد الحرب العالمية الثانية بدأ النظام الرأسمالي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية يسيطر علي العالم وأدرك الاتحاد السوفيتي
في حينه انه في صراع كبير لم يستطيع ان يلحق في النظام الرأسمالي في ظل سباق التسلّح الي ان أتي خرتشوف في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وبدأ في طرح مشروع الاصلاح السياسي والاقتصادي بعد حقبة ستالين فلم يستطيع تنفيذ هذا المشروع في حينه لأسباب كثيرة منها نفوذ الحزب الشيوعي وتحالفات الإتحاد السوفيتي ودعم حركات التحرر في العالم التي كان جزء منها مناهض للإمبريالية وجزء أخر كان يقاتل من أجل الحرية في أفريقيا وفِي أمريكا اللاتينية وفِي أسيا وكان صعب علي النظام الشيوعي كنظام أيدلوجي أن يتخلي بسهولة عن القوة التحررية في العالم وكان الإنفاق في حينه علي هذه الحركات مرهق للاتحاد السوفيتي
الي أن اصبحت روسيا عاجزة منهكة لا تستطيع أن تلحق في النظام الرأسمالي ،

الي أن أتي غورباتشوف في بداية التسعينات وأعاد طرح مشروع خرتشوف بشكل جديد وكان الإجرء علي تنفيذ مشروع ( البرتسترايكا)
في بداية التسعينيات من القرن الماضي مما أدي ذلك الي إنهيار الإتحاد السوفييتي وتفكك حلف وارسو وأصبح العالم أحادي القطبية وقال لهم غورباتشوف في حينه علينا أن نبدأ مرحلة جديدة من إعادة بناء النظام الاقتصادي لنستطيع أن نلحق في النظام العالمي الجديد ولا خيار لدينا ولو بقينا في نفس النهج لن نستطيع أن نلحق النظام العالمي الجديد وان كنا نحتاج الي فترة زمنية طويلة ،

وبدأت روسيا مرحلة جديدة من اصعب المراحل وبدأ الانهيار وبعد ان اخفق يلتسن في البدء في مرحلة ما بعد غورباتشوف ،

تدخلت المؤسسة الامنية في روسيا صاحبة الايادي الممتدة وقامت بترشيح رجل تتوفر فيه كل الشروط ليقود المرحلة التي تعتبر من اصعب المراحل التي تواجهه الامة الروسية عبر تاريخها فجائوا بضابط ال KGB من اوروبا الغربية والمقيم في ألمانيا ليبدأ مرحلة جديدة ليستطيع إعادة الإعتبار لروسيا في أقل وقت ممكن فبدأ الرجل السير في حقل الأشواك الي أن أعاد الإعتبار للأمة الروسية بعد أقل من عشرين عام من حكمه وبدأ التأثير الروسي يرجع الي المشهد العالمي من جديد ،
في المقابل استمرت الصين في الحفاظ علي تنمية وجودها مع والتوازن ما بين النظام الاشتراكي والرأسمالي ،
ونجحت نجاح مشهود وفي ذات السياق هذا لم يمنع ألمانيا من إعادة فرض وجودها بعد الدمار التي عانت منه بعد الحرب العالمية الثانية وبدأت تعيد نفوذها كقوة إقتصادية تسيطر علي جزء لا بأس به من الاقتصاد العالمي ،فكانت صاحبة مشروع الاتحاد الاوروبي والممول الرئيسي لهذا الاتحاد

باستثناء بريطانيا التي تعتبر الحليف الاستراتيجي للإدارة الامريكية وهي من تصيغ لها جزء من بعض السياسات لاسيما في الشرق ولا شك ان بريطانيا عمق تحالفاتها السياسية أصبح خارج حدود أوروبا باتجاه امريكا ،
وفي ظل ما نشاهده من تحولات اقتصادية وسياسية للكثير من الدول التي اصبحت صاحبة تأثير حقيقي في العالم بعد الألفية الثانية بربع قرن أصبح العالم بلا أدني شك متعدد الأقطاب،

وهذا بفعل الصراع الذي نشاهده ما بين الأقطاب المتناحرة التي تتسابق لتقسيم الثروات في هذا العالم ،
الولايات المتحدة وبريطانيا من جهه والروس والصين من جهه والأوروبيين بقيادة ألمانيا من جهه اخري وحتي الاتراك والايرانيين باتوا جزء من اللعبة الدولية اضافة الي القوة الناعمة التي بدأت تنشأ في الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ،
لكن يبقي إسرائيل والعرب أين هم من هذا الصراع الذي يتمحور في منطقتنا الشرق اوسطية لا شك بأن اسرائيل اهم لاعب في هذا الصراع وهي من تديره والعرب في ركبها وفِي حال أراد العرب ان يلحقوا في هذا الركب عليهم ان يعيدوا انتاج ذاتهم من جديد وان يقودوا ثورة تصحيح داخلية تنتج قيادة وطنية تمتلك ارادة سياسية ليحددوا من هم وماذا يريدون ومن ثم يضعوا خططهم لتحقيق اهدافهم ،
وفِي حال فشلوا في ذلك ،

تبقي المتغيرات السياسية التي من الممكن ان تفاجئ الجميع بعيداً عن الحسابات

لاشك عندي ان شعوبنا وصلت الي مرحلة من اليأس والاحباط والخذلان والاستسلام الي حد كبير وهنا يبقي الامل والمراهنة علي مسألتين الاولي الاقدار
والثانية المفاجئات في التحالفات السياسية والتي من شأنها تحدث مفاجئات وانهيارات لا نتوقعها ، ومن الممكن ان يكون رأيي ليس واقعيا لكن هوا رأيي وانا متمسك به .
وما جعلني أميل لهذا الرأي حالة المهانة والخضوع والاستسلام التي وصلت لها امتنا .

وهنا سأستشهد في بعض الاحداث التاريخية .
فلنرجع الي التاريخ في محطات كثيرة منها قديماً التتار الذين زحفوا ودمروا وسجلوا انتصارات رهيبة بعدما سيطر الوهن والاستسلام علي الامة وتدخل القدر بموت جنكيز خان مما دفع هولاكو لان يرجع ليصارع علي الحكم بعد موت عمه مما ادي ذلك الي الانهيار الذي حصل في عين جالوت.

او لنتقدم حديثاً في مشهد اخر هزيمة الألمان الذين احتلوا اوروبا ووصلوا الي حد من التجبر لا يتخيله عقل انساني وانهاروا علي أبواب ستالينجراد والدنيا دول " وتلك الايام نداولها بين الناس "

بقلم : نضال خضرةh0