فتح بين الظواهر والادعاء ..!!

بقلم: سميح خلف

ولدت حركة فتح من بطن المعاناة الفلسطينية واللجوء وارهاصات حزبية ما بعد النكبة سواء من الاخوان او القوميين او البعثيين وهي احزاب عملت بشعاراتها وأدبيتها ما بعد الهجرة إلى منتصف الستينات، وتمحور فكرها بآليات واستراتيجيات لتحرير فلسطين، الا انه كانت هناك ارهاصات بعدم جدوى تلك الاحزاب عمليا في تحرير فلسطين، وخاصة التشبع الفكري الذي تعمق في الخلايا الفكرية للكادر بحركات التحرر العالمية والعربية كالثورة الفيتنامية والصينية والجزائرية واليمنية، ومن هنا كان الفكر الفلسطيني يتجه لبلورة حركة تحرر وطني بدأ بإرهاصاتها مجموعة كوادر من الاحزاب الفلسطينية والتي اتفق على تسميتها حركة التحرر الوطني "فتح" وجناحها العاصفة وهي الاداة لتحقيق الكفاح المسلح للوصول للمفهوم الاستراتيجي للغاية وهو تحرير فلسطين
كثيرون من يتحدثون عن فساد في فتح والسلطة، وتعريف الفساد بشكل عام هو الظواهر الهدامة والتي تعيق تحقيق هدف او مهمة او برنامج،
ومن هنا يمكن ان نرتكز على ركائز تعريف الفساد في فتح ومدى صحته ومن عدمه.
انطلقت فتح في مطلع عام 1965م، بالرصاصة الاولى والعملية الاولى في جسر عيلبون، ورمى ابو عمار حجر في نهر الاردن وقال ان هذا الحجر سيغير مجرى التاريخ، فهل فعلا الحجر غير مجرى التاريخ؟؟؟ ام سيغير مستقبلا..؟ ام هذا الحجر قد يرسم خريطة جغرافية وامنية جديدة لفلسطين التاريخية...؟؟ في كل الاحوال، ربما يتفق الكثيرين معي بان الثورة بمفهومها العسكري وادائها الفعلي ومنهجيتها لا تتجاوز سنوات لا تغطي اصابيع اليد الواحدة، ومن ثم انخفض الاداء الثوري رويدا رويدا بالبرنامج السياسي والمنهجية السياسية وخاصة بعد مشروع روجرز والضغوط لقبول قرار 242... تم انتهاج فكرة تجيش العاصفة "فكرة ابو الزعيم" بعد الخروج من الاردن، ومن ثم الحل المرحلي والنقاط العشر، والذي من اهم متجهاته اقامة الدولة على اي جزء "محرر" بدون التفصيل كيف يحرر وباي اداه، ولا جغرافيا سياسية او محددات وهذا فتح المجال للأخذ بأطروحات بعض اليسار بالاتصال مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي وحركة السلام الإسرائيلي ومن هنا بدأ الاتصال بالإسرائيليين كيوري افنيري وغيره، ومن هنا اجهضت وبشكل مبكر اطروحات حركة التحرر واطروحاتها وأبياتها واهدافها ومطلقاتها، ومع خفوت المد الثوري كان هناك سلوك السياسة والسياسيين اصبح طاغيا على التوجهات في داخل الاطر العسكرية فكانت اليات العمل العسكري وليس الثوري تحركات تحريكيه وليست تحريرية "اقصد هنا تحرير التراب التاريخي وفلسطين كل فلسطين"
وتوالت محطات التنازلات وانتشرت البيروقراطية والسلوكيات التي تتعارض مع النهج الثوري على مستوى الفرد او الجماعة او المؤسسة، وخفت نور الثورة والثوار امام نرجسيات فردية واطماع فردية وغياب حب التضحية، ومن المؤكد ان تلك الظواهر جعلت الثوريين في فتح يسجلوا انتقاداتهم لهذه المسلكيات الى مواجهات على صعيد الفرد او الجماعة مما عرض الثوريين والشرفاء لسيل من التشوية والابعاد والاقصاء الذي اخذ اشكال مختلفة.
حل الدولتين الذي خرج عن محددات الحل المرحلي ومفهومة في عيون الثوريين الفتحاويين، وما رافق هذا الخيار من دراماتيكيا على الصعيد الذاتي والموضوعي، وكنتنة الاجهزة وظهور مراكز القوى والابوات والشخصنة كانت كل ظاهرة من تلك الظواهر كفيلة بأبعادنا ثوريا عن فتح وأبياتها وعندما اقول فتح لا تعني سوى ادبياتها ومبادئها ومطلقاتها، ولا تعني اشخاص، والموز الثورية مطلوبة في حركات التحرر كجيفارا وجياب وماو وكاسترو وبن بيلا وجميلة ابو حريد ومانديلا وغاندي ولكن في اطار تحقيق الاستراتيجيات للشعوب واهدافها.
ربما كان بصمات واضحة للثوريين في فتح من ابو علي اياد وابو يوسف النجار وكمال عدوان وابو شرار وابو اياد والذين فقدنا اغلبهم في عمليات اغتيالات ممنهجة وما فقدناه في الصقر ونسر العاصفة ابو جهاد وبذكائه المفرط وفي تمسكه بالخط الثوري الى اخر لحظات عمره والذي خانه ذكاءه وخسرته الثورة الفلسطينية بشكل عام.
ومن هنا نستطيع الاجابة من عدة تساؤلات
1- اين فتح من نظامها الاساسي وأديباتها..؟؟
2- ماذا حققت فتح على الصعيد الوطني وماذا لم تحقق..؟؟
3- ما هي فتح وما هي اوسلو ومن تبنى اوسلو وعلى اي قاعدة..؟
4- سياسيا ما هو برنامج فتح الحالي مقرونا بادبياتها ومبادئها..؟؟
5- من حقق الضرر للآخر فتح للسلطة ام السلطة لفتح؟؟؟
6- الى لاين تتجه التعبئة الثقافية في فتح الان..؟؟
7- هل قيادة فتح الحالية قادرة على جمع صفوف الحركة حتى تحت برنامج اوسلو ام لم تستطيع ولماذا..؟
8- هل تستطيع فتح السلطة تنفيذ برنامجها باعتراف بالخريطة الامنية الإسرائيلية تحت غطاء حل الدولتين ودولة الضفة وغزة وبدون غزة..؟؟
9- لماذا تستهدف قيادة فتح بمنطق جهوي كوادر وقيادات فتح من غزة..؟
10- لماذا فتح همشت بل عطلت تنظيم الخارج..؟؟
11- لماذا فتح في خلال وجودها منذ انطلاقتها التي زمنها 50 عام لم تعقد مؤتمراتها العامة الا 6 مرات.. وهل هناك حركة ثورية لا تعقد مؤتمراتها وهي في حالة الفعل الثوري هذا الغياب وهذا الزمن ومنافي للنظام..؟
12- هل هناك حركة تحرر لا تحاسب الفاسدين فيها بل بالعكس يتبوأ الكثير منهم لمراكز قيادية
13- لماذا القيادة لفتح اتبعت اسلوب الفصل والتشوية والحصار والاقصاء للقيادات والكوادر الشريفة والخروج عن النظام واتباع لغة سيادة النهج وتغليبه على المصلحة الحركية والوطنية..؟

اسئلة كثيرة وكثيرة وعناوين ومراحل ومنعطفات كل منها لها اجابة
سميح خلف