أسماك بحجم عقلة الإصبع في أسواق القطاع

لم يتعد طول بعض أنواع الأسماك التي تم اصطيادها من بحر قطاع غزة، ومن ثم عرضها في الأسواق خلال الأيام الماضية حجم عقلة الإصبع، لدرجة أن الصيادين والمواطنين يطلقون عليها "أسماك بذرة"، وقد اشتق اسمها من بذور النباتات كناية على صغر حجمها.
لكن ورغم صغرها إلا أن رخص أسعارها دفع العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل لشرائها، بل والتزاحم عليها، خاصة وأن بعض الأنواع منها وصل ثمن الكيلو جرام الواحد منها 2 شيكل فقط.
سماك الفقراء
وقول المواطن محمد عيد، واشترى من أحد الباعة خمسة كيلو جرامات من اسماك السردين الصغيرة، إن شح الأسماك الطازجة وارتفاع أسعار المتوفر منها يدفعه وغيره من العائلات الفقيرة إلى شراء الصغيرة.
ونوه إلى أنه لم يتردد بشرائها حين صدفها في السوق، فهي نادرا ما تعرض بهذه الكميات، متمنيا وجودها في الأيام المقبلة.
وأكد عيد أن اسماك بذرة السردين شهية، فهي ليس لديها قشور بعد، ويمكن نزع أشواكها ومن ثم طحنها، وصنع "كفتة السمك" الشهية منها، سواء مقلية أو صينية مع البصل والطحينية.
وأوضح عيد أن وجود بذرة السردين يفتح شهية الناس لأكلها، وهذا يمكن ترجمته من خلال الإقبال الكبير عليها، خاصة يوم الجمعة، اذ يستبدلها الناس بالدجاج والحبش وغيرها.
ويقول أحد الباعة إن السردين الصغيرة غالبا ما يتم صيدها في الاعتدالين، خاصة في فصل الربيع، ويستخدم في ذلك شباك فتحتها صغيرة للغاية، موضحا أنه كان من أوائل الباعة اللذين توجهوا إلى حسبة الأسماك واشترى كمية منها، وقد باعها بشكل سريع، وينوي التوجه في الصباح الباكر لشراء المزيد.
وأوضح البائع سامي عبد الحميد، أن الباعة يعلمون أن موسم هجرة اسماك السردين بأحجامها المختلفة قصير، خاصة أن هذا العام يبدو الأسوأ مقارنة مع السنوات الماضية، لذلك يحاولون استغلاله، ويكثف الباعة والتجار نشاطهم، وبعضهم يتوجهون أكثر من مرة للبحر، طمعا بشراء الأسماك الرخيصة.
صيد محرم
وانتقد مواطنون ونشطاء بيئيون وجود هذه الأسماك في السوق، موضحين أنها اسماك صغيرة لا تؤكل، وحتى إعداد وجبة "الكفتة" منها أمر مرهق جدا لربات البيوت، فالمرأة مطالبة بتنظيف مئات الأسماك الصغيرة، حتى تعد طبق أو طبقين من هذه الوجبة، في حين لو تركت نفس الأسماك لتكبر، من الممكن أن الطبق الواحد يتحول إلى 20 طبق.
ويقول الباحث في التنوع البيئي أيمن دردونة، إن صيد هذه الأسماك يعتبر إضرار بالبيئة البحرية لقطاع غزة، وهو أمر محرم في كل دول العالم، منتقدا غياب قوانين مطبقة في قطاع غزة لحماية النظام البحري، مطالبا في الوقت ذاته توعية الصيادين والمواطنين حول خطورة صيد هذه الأسماك، وتطبيق قوانين لتحديد مواسم الصيد والأماكن المسموح الصيد بها طبقا للزمان والمكان.
كما دعا دردونة بالاتجاه للاستزراع السمكي لتوفير احتياجات قطاع غزة، بدلاً من التوجه لكنس البحر، واستخدام شباك جر قاعي تسهم في تدمير الثروة السمكية.
وكان قرارا صدر مؤخرا بمنع الصيد بواسطة الشباك الصغيرة، غير أن احتجاج الصيادين أوقف تنفيذه، وأعيد السماح باستخدامها.تقرير عن صحيفة "الايام" الفلسطينية

 

المصدر: غزة - محمد الجمل -